خطاب توعوي بقلم: الشيخ حسام العلي

     

    أيها الأحبة،

     

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

     

    إن المجتمع لا يقوم إلا على أسس ثابتة، أساسها الفضيلة والأخلاق الحميدة، فإن تمكنا من زرعها في قلوبنا، أصبحت حياتنا مليئة بالسلام والمحبة والتعاون فبناء المجتمع السليم هو أمانة في أعناقنا جميعاً، ولن يتم إلا إذا بدأنا بأنفسنا وبدأنا بتطبيق الفضيلة في حياتنا اليومية.

     

    إن السبيل الأول نحو بناء مجتمع قوي ومتماسك، هو تعزيز القيم الأخلاقية والتربوية في نفوس الأفراد فكل فرد منا هو لبنة أساسية في هذا البناء، وكل تصرف له تأثير على الآخر، سواء بالإيجاب أو السلب لنبذل جميعاً جهدنا في تجسيد الصدق، الأمانة، الاحترام، والعمل الجاد، ونحرص على أن تكون أفعالنا طيبة وأقوالنا صادقة.

     

    إننا لا نكذب على أحد ولا نغش ولا نخدع، بل نلتزم بالمبادئ التي أقرها ديننا الحنيف، ونحترم حقوق الآخرين. وفي هذا السياق، نجد أن رد المظالم هو أحد الأسس الأساسية لبناء مجتمع عادل فكل ظلم يجب أن يرد على صاحبه، وكل حق يجب أن يعطى لصاحبه، فلا يعقل أن نعيش في فوضى تزعزع استقرارنا وتؤدي إلى ضياع الحقوق.

     

    نعم، الفوضى لا مكان لها في مجتمعنا، سواء كانت فوضى كلامية أو فوضى في الأفعال فتساهلنا مع الظلم والباطل هو بداية الطريق إلى الانحراف، وبالتالي يجب علينا أن نتقي الله في أقوالنا وأفعالنا وأعمالنا، لأن الله سبحانه وتعالى حثنا على أن نكون أمة تقوم بالعدل وتلتزم بالحق في جميع تعاملاتها.

     

    فلا يجوز لنا أن نقبل بأي شكل من أشكال الفوضى أو الظلم، ولا أن نكون جزءاً من هذه الممارسات الخاطئة بل يجب أن نكون دعاة للحق، وأن نسعى إلى رد المظالم وإعطاء كل ذي حق حقه إذا رأينا ظلماً، يجب أن نقف ضده ونقول الحق، وإذا وقع علينا ظلم، يجب أن نطالب بحقنا بالطرق المشروعة والمشرفة.

     

    وفي الختام، لنتذكر دائماً أن التقوى هي الأساس في كل قول وفعل، وأن الله عز وجل لا يرضى عن الظلم أبداً فلنحاول أن نكون نموذجاً يحتذى به في الصدق والإخلاص والعدالة ولنعمل جميعاً من أجل بناء مجتمع قوي، عادل، تسوده الفضيلة، وتتحقق فيه العدالة بين الجميع.

     

    نسأل الله أن يعيننا على ذلك، وأن يجعلنا من أهل الحق والصواب، وأن يوفقنا لما يحب ويرضى.

     

    والحمد لله رب العالمين

    شاركـنـا !
    
    التعليقات مغلقة.
    أخبار الساعة