المعالم الاستراتيجية لحركة داعش في العراق والمنطقة العربية

    بأن “العرب قوم فاسدون مفسدون فوضويون لا يمكن أن يتحضروا وإذا تركوا لأنفسهم فسوف يفاجئون العالم المتحضر بموجات بشرية إرهابية تدمر الحضارات وتقوض المجتمعات..”. واعتبر لويس أن التعامل الصحيح مع العرب هو “إعادة احتلالهم واستعمارهم وتدمير ثقافتهم الدينية وتطبيقاتها الاجتماعية وفي حال قيام أمريكا بهذا الدور فإن عليها أن تستفيد من التجربة البريطانية والفرنسية في استعمار المنطقة لتجنب الأخطاء التي اقترفتها الدولتان”. ويدعو لويس إلى تقسيم الأقطار العربية والإسلامية إلى وحدات عشائرية وطائفية ويقول: “لا داعي لمراعاة خواطرهم أو التأثر بانفعالاتهم وردود أفعالهم، ويجب أن يكون شعار أمريكا في ذلك إما أن نضعهم تحت سيادتنا أو ندعهم ليدمروا حضارتنا”. وبحسب التقرير فإن برنارد لويس كان قد قدم الغطاء المناسب للحركة الاستعمارية الجديدة بقوله: “لا مانع عند إعادة احتلالهم(العرب والمسلمين) أن تكون مهمتنا المعلنة هي تدريب شعوب المنطقة على الحياة الديمقراطية”. ويتابع لويس: “وأن تقوم أمريكا بالضغط على قياداتهم الدينية دون مجاملة أو لين ليخلصوا شعوبهم من المعتقدات الإسلامية الفاسدة” على حد وصفه. داعيا إلى “استثمار التناقضات العرقية وإثارة العصبيات القبلية والنعرات الطائفية قبل الغزو الأمريكي للبلدان الإسلامية والعربية وتدمير حضارتها”. وبيّن التقرير الصحفي لغرفة الرصد والتحليل في قسم إعلام العتبة الحسينية المقدسة بأنه تابع وبشكل دقيق ولمدة زمنية ليست بالقصيرة مجموع الخرائط المنشورة والمسربة عن بعض الدوائر الاستخبارية للدول الغربية أو المرتبطة بها والخاصة بتقسيم العراق وربط بينها وبين المخطط الذي دعا إليه برنارد لويس وبايدن وغيرهما وقد خرج باستنتاجات عديدة أهمها: أن داعش أو ما يسمى بالدولة الإسلامية لن تتوقف حركتها عند العراق والشام وإنما سوف تتمدد بألوان وأشكال وصيغ ومسميات مختلفة بحسب متطلبات كل مرحلة لترسم حدود دولة ذات موقع جيوبولوتيكي يطل على منافذ بحرية في صدارتها الخليج والبحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط “. ولاحظ التقرير على تلك الخرائط أن المملكة السعودية قد خرجت من حدود الهيمنة الاستعمارية وفي ذلك إشارة واضحة على عمالة السعوديين وشراكتهم في المخطط التقسيمي للمنطقة. وبحسب التقرير فإن الحركة التوسعية للحركات الإرهابية التي تمثل الأداة المستخدمة لتنفيذ خطة التقسيم وترسيم الخرائط الجديدة للمنطقة العربية ستشمل العديد من المناطق المقدسة في الشام القديم والعراق وهي منطقة يمكن وصفها بمهد الأنبياء لأنها احتضنت الحركات الإصلاحية لأنبياء عدة وهي أيضا محل لأحداث جسيمة سترافق ظهور الإمام المهدي المنتظر عجل الله فرجه ومنطلق حركته الكونية ومقر عاصمته في البعد الاستراتيجي.

    شاركـنـا !
    
    التعليقات مغلقة.
    أخبار الساعة