مصطلحات عدة للنازح عالميا, فهل يوجد تعريف واضح لكلمة نازح عراقي , لنقل انه الشخص الذي فقد كل شي بين ليلة وضحاها وأمسى في العراء لينتظر مستقبل مجهول ضبابي ليس له اية ملامح ترتسم له من اجل ان يعرف هل نزوحه يرتبط أيام او اشهر او سنين طوال.
خلال جولتي في بعض مناطق نزوح تعرفت الى احدى النازحات من محافظة الانبار التي رفضت ذكر اسمها وكان يعتليها الحزن الشديد قالت انها في هذا اليوم كانت تحتفل مع اولادها بعيد ميلاد احد ابنائها الذي قتل في انفجار حزام ناسف نفذه احد الارهابين ,وانها غير مصدقة للوضع الحالي التي ألت اليه وانها تعيش في كابوس حقيقي فمن بيت وحياة واستقرار الى خيمة وبرد ونقص في المواد ومستقبل مجهول
لقد انتباني الحزن الشديد لما قالته لي المواطنة (سمية) وهي في مقتبل عمرها التي ذرفت الدموع وهي تقول انها تعرضت للاغتصاب وقتل زوجها وهجرت من مناطق سكناهم فيما فضل البعض الاخر العودة الى مكان اقامتهم وانهم ليسو بحاجة الى معونات من أحد.
وفي ظل صمت اعلامي واممي عن تلك الكارثة الانسانية . يلاحظ ان ثمة مخطط لجعل العراق ساحة لنزوح المواطنين يدور في دائرة مغلقة عبر القيام بتغير ديمغرافي عرقي وطائفي في العراق لاجل خلق بيئة حاضنة للارهاب لتقسيم العراق.
ان الواجب الوطني يحتم ايجاد الحلول لمشكلة النزوح وليس التفكير بتقديم المساعدات لهم و انشاء الكرفانات وتخصيص راتبا شهريا , انهم عراقيون وهم اشخاص كانو يعيشون مثلنا لكن الاقدار حملتهم الى مصير يكاد غير معلوم.
للاسف اصبح جل الاهتمام الحكومي كيفية توفير المستلزمات الضروية لهم, لكن لماذا تجاهلنا المشكلة الحقيقة وهي متى يعودون الى ديارهم ؟.
على الدولة انت تعي حجم التركة الثقيلة والمشكلة التي خلفها الارهاب وان تحاول قدر الامكان ايجاد الحلول المناسبة لها وخاصه بأنشاء ( الهيئة العليا للكوارث والازمات )لغرض التعامل مع كل الازمات التي تحدث في العراق وعلى وزارة الهجرة والمهجرين التعامل مع النازحين باتخاذ الخطوات الكفيلة لحث النازحين للعودة الطوعية الى مناطق سكنهم بعد توفير المكان الامن لهم
اننا نطمح الى ايجاد مكان امناً في مناطقهم سكناهم سكناهم عبر توفير الحماية والاستقرار بدلا من حلول قد تفتح ابوابا جديدة للمفسدين .