يبدو أن شهر العسل الامريكي السعودي قد انقضت أيامه و بانت إرهاصات مرحلة جديدة تتميز بتغييرات كبيرة في العلاقات بين البيت الابيض والرياض.
ومن أبرز التطورات التي طرأت على صفحة العلاقات الثنائية هو قرار البيت الابيض بنشر التقرير السري للمخابرات الامريكية المتعلق بمقتل الصحفي عدنان خاشقجي ذبحاً وتقطيعاً بالمنشار في مقر القنصلية السعودية في إسطنبول، والذي حصل بأوامر مباشرة من ولي العهد محمد بن سلمان وتنفيذ كبار أزلامه الذين وصلوا الى مطار إسطنبول بطائرتين صغيرتين مملوكتين لأبي منشار، شخصياً.
فضلا عن ذلك؛
فإن إجبار الرياض على إنهاء حصارها على دولة قطر ودعوة أميرها تميم بن حمد آل ثاني لقمة العلا، هو الآخر قرار اضطرت الرياض للقيام به بعد أن لمست أن البيت الأبيض سيقع بيد بايدن وهو عازم على كف شر محمد بن سلمان عن جيرانه.
وفي هذا السياق؛
اتخذت الإدارة الأميركية قراراً صارماً بوقف دعم الحرب الظالمة السعودية ضد الشعب اليمني ومنع تصدير الاسلحة الهجومية للسعودية لإجبارها على وقف الحرب و إنهاء محنة الشعب اليمني و فك الحصار عنه بعد أن صمد هذا الشعب لستّ سنوات ،صموداً مدهشاً واسطورياً ،و جسّد بطولات كبرى ،و نفّذ ضربات صاروخية وجوية على المطارات والمنشآت الحيوية النفطية في الجزيرة العربية ،رداً على الغارات العدوانية الإجرامية لتحالف الشر و العدوان على المدن و المناطق السكنية اليمنية سقط من جرّائها قرابة ربع مليون شهيد وشهيدة من المدنيين اليمنيين.
ولا يغيب عن أذهاننا القرار الذي اتخذته السلطات القضائية وإدارة السجون السعودية بإطلاق سراح الناشطة لجين الهذلول بينما لايزال مصير الشيخ فرحان المالكي وكثير من سجناء الرأي مجهولاً.
والحلقة الجديدة [و ليست الأخيرة] في مسلسل التطورات المتسارعة هو ماذكرته وسائــل الإعلام الأمـريكيّة من أن محامي عائلات ضحايا هجمات 11 سبتمبر 2001 يطالبون الرئيس بايدن في رسالة مشتركة برفع السرية عن نتائج تحقيق مكتب التحقيقات الاتحادي في الدور السعودي في الهجمات الإرهابية التي نفذها سعوديون من جماعة التاجر السعودي الإرهابي المتشيخ أسامة بن لادن على برجَي التجارة العالمية ومبنى البنتاغون بعد خطف عدة طائرات مدنية والتسبب بمصرع ركابها وموظفي البرجين.
وبعد اتصال بايدن هاتفياً بالملك السعودي وتجاهله لمحمد ابنه ثم قرار واشنطن بتفكيك قوّات التدخل السريع السعوديّة التي يقودها محمد بن سلمان ، فان الملك سلمان طفق يفكر في شخص بديل يشغل منصب ولي عهده بدلاً عن محمد الذي فقد مقبوليته داخلياً و خارجياً و لم يعد يحظى بتلك الهالة التي وهبها له ( جزافاً ) الأرعن طرمبة الخاسر الفاشل.
البعض علّق على ذلك بالقول:إن دماء الشهيد باقر النمر،و شهداء “الشرقية” الآخرين،و دماء الضحايا المظلومين العراقيين و السوريين و اللبنانيين و اليمنيين الأبرياء، ودم خاشقجي، لم ولن تذهب سدى، و ستطيح بعرش ولي العهد ثم أبيه عما قريب؛
*{و يومئذ يفرح المؤمنون}.*
☆دبلوماسي سابق،رئيس تحرير “الكلمةالحرة”