“خنجر الطارمية” يطعن خاصرة بغداد ودعوات مستمرة لـ “استئصال الارهاب”

    من جديد يتصدر قضاء الطارمية المشهد الامني والسياسية بعد هجود مزدوج نفذته عناصر تنظيم داعش الارهابي على قوة من اللواء 12 في الحشد الشعبي راح ضحيته 4 شهداء و8 جرحى. ولم تهدأ منطقة الطارمية منذ 2003، اذ كانت على الدوام مصدراً للهجمات المسلحة على القوات الامنية، ومنطلقاً لعدد كبير من الهجمات الانتحارية التي استهدفت مناطق مختلفة من العاصمة العراقية بغداد، كان آخرها الهجوم الانتحاري على سوق شعبي في مدينة الصدر قبيل عيد الاضحى. ويتبع قضاء الطارمية  إداريا للعاصمة بغداد، ويعتبر الحزام الشمالي من للعاصمة، إذ يمثل حاجزا بينها وبين محافظتي ديالى وصلاح الدين، وتتميز بوجود عشرات الكيلومترات من البساتين الشجرية على ضفتي نهر دجلة. عنف متصاعد ووصلت أحداث العنف ذروتها مع اغتيال المرشح للانتخابات البرلمانية هشام المشهداني، الذي كان يرأس تجمعا مدنيا يسمى “شباب الطارمية”، التي كانت تقدم مساعدات إغاثية وتعليمية لأبناء القضاء. وبعد الحادثة بأيام قليلة، شنت مجموعة مسلحة من تنظيم داعش هجوما مسلحاً داخل منطقة “العبايجي”، استهدف منزل القيادي البارز في الحشد الشعبي حامد شديد، ذلك الهجوم الذي أعاد للأذهان أعمال العنف الطائفية التي شهدها العراق بين عامي 2006- 2008. وقبل الحادثتين، كانت القوات الأمنية قد فككت أكثر من 10 عبوات ناسفة كانت تسعى لاستهداف شخصيات سياسية واجتماعية في القضاء، كما أنها شهدت عدة محاولات لقصف مقرات للجيش وفصائل الحشد الشعبي. وتفيد الانباء المتداولة عن هجوم الطارمية الليلة الماضية، عن تنفيذ الهجوم بعبوة ناسفة على مركبة لقوات الحشد الشعبي، بعدها خرجت مجموعة من عناصر داعش من احد البساتين وقامت بإطلاق النار على قوات الحشد. معرقلات الحل الأمني ويقول عضو لجنة الامن والدفاع النيابية النائب عباس سروط، ان الطبيعة الزراعية للقضاء وضمه لعدد كبير من البساتين والاحراش على ضفتي نهر دجلة تعقد من العمليات الامنية هناك ، وتصعب مهمة القوات الامنية في كشف المتسللين من الارهابيين. واضاف سروط في حديث لـ “المطلع”، ان هناك وجود لخلايا نائمة في القضاء تعمل بين فترة واخرى على القيام بأعمال ارهابية، مؤكدا الحاجة الى التنسيق والتعاون المستمر بين الاهالي والقوات الامنية لوضع حد لهذه الهجمات. ويشير الى ضرورة “تفعيل العمل الاستخباراتي والقيام بعمليات استباقية لمنع حدوث مثل هذه الهجمات الإرهابية خصوصاً ان الطارمية قريبة من بغداد والهجمات التي تنطلق منها تستهدف بغداد بشكل رئيسي، كما انه ليس من المعقول استمرار نزيف الدماء العراقية. وكشف سروط عن “عدم عقد جلسات لمجلس النواب بسبب عطلة الفصل التشريعي، مما ينسحب على عمل لجنة الامن والدفاع في البرلمان ، باستثناء بعض النواب الذين يحرصون على متابعة العمل حتى في العطل ومتابعة البريد والعمل الأمني”. دعوات لـ “استئصال” الارهاب وفي اطار المواقف السياسي بعد هجوم الطارمية ، أكد رئيس الجمهورية، برهم صالح، على ضرورة تعزيز التكاتف الدولي لاستئصال “الإرهاب”، تعليقاً على الاشتباكات التي وقعت يوم أمس في منطقة الطارمية شمالي بغداد بين الحشد الشعبي وداعش، وأسفرت على سقوط عدة ضحايا بين قتيل وجريح. وقال برهم صالح، اليوم السبت في تغريدةٍ على تويتر إن “الحادث الإرهابي الجبان الذي أسفر عن استشهاد عدد من أبنائنا في الحشد الشعبي، يؤكد الحاجة لمواصلة الجهد الأمني ورص الصفوف لدعم الأجهزة الأمنية وعدم الاستخفاف بخطورة الإرهاب”. وفي السياق شدد على ضرورة “تعزيز التكاتف الدولي لاستئصال الإرهاب وعدم السماح بوجود ملاذات آمنة له في أي منطقة في العالم”. الى ذلك، اصدر زعيم تيار الحكمة عمار الحكيم بيان بشأن الهجوم الارهابي قال فيه، فجعنا بنبأ استشهاد ثلة من ابطال الحشد الشعبي إثر تعرض غادر لداعش الارهابي في قضاء الطارمية شمال بغداد. واضاف الحكيم بحسب البيان، واننا اذ نشارك اسرهم الحزن والمواساة فإننا نشدد على ضرورة تأمين المناطق الهشة وفق خطط امنية رصينة وضربات استباقية للخلايا الارهابية النائمة في هذه المناطق للحيلولة دون تكرار مثل هذه الحوادث المؤلمة. اتهامات للحكومة وفي السياق ذاته، اتهم النائب عن كتلة “صادقون” الجناح السياسي لعصائب اهل الحق، حسن سالم، اليوم السبت، الحكومة بممارسة “المجاملات السياسية والتهاون” التي تسببت بقتل ابنائنا في الطارمية التي تحوي معسكرات لداعش وقيادات مهمة. وقال سالم في بيان نشره مكتبه الاعلامي، “نطالب بعملية عسكرية واسعة في الطارمية لتجفيف منابع الارهاب وانشاء نقاط ومفارز عسكرية والتعامل بحزم والقاء القبض على الافراد والعوائل المتعاونة مع العصابات الارهابية وفتح تحقيق مع الشخصيات السياسية التي تمانع دخول القوات الامنية لاقتحام الطارمية”. كما طالب النائب حسن سالم، “البرلمان باستدعاء القائد العام للقوات المسلحة والقيادات الامنية”، وفقا للبيان. قوة امنية جديدة لحماية الطارمية وكشف المتحدث بإسم تحالف “عزم” سرمد البياتي عن حصول موافقة القيادة العامة للقوات المسلحة على تشكيل “فوج الطارمية”، لتأمين القضاء وحماية الاهالي هناك، مشيرا الى رفع نحو 1000 الف اسم لتعيينهم ضمن الفوج الجديد. واوضح البياتي، ان هذا الفوج سيتحمل المسؤولية عن اي خرق امني قبل غيره من التشكيلات الامنية في حالة حدوث اي خرق امني في الطارمية، مشيرا الى ان المقترح يعود الى عهد حكومة رئيس الوزراء الاسبق حيدر العبادي

    شاركـنـا !
    
    التعليقات مغلقة.
    أخبار الساعة