جنات سلام الطائي
اختارت بعض النساء العراقيات العزوف عن الزواج بإرادتهن، لعدة أسباب قد يكون أبرزها الوضع الاقتصادي العام، والخوف من الطلاق المبكر، وفيما يعزو مختصون هذه الحالات إلى مجموعة عوامل، يؤكد آخرون على ضرورة تطبيق إجراءات تعالج تأخذ بعين الاعتبار مخاوفهن من الارتباط.
تقول المواطنة زينب (28 عاما) من محافظة بابل، لوكالة شفق نيوز، إن “معظم الشباب حالياً غير متمكنين مادياً بسبب الوضع الاقتصادي في البلاد، وشريك الحياة يجب أن يكون لديه راتباً يغطي احتياجات عائلته، فضلا عن بيت مستقل عن أهله لتجنب المشاكل الأسرية، وهذه الشروط يصعب توفرها في الوقت الراهن عند الكثير منهم، لذلك لا أقدم على الزواج”.
مخاوف الطلاق
غير أن المواطنة هند (43 عاما) من كربلاء، تشير خلال حديثها لوكالة شفق نيوز، إلى أن هناك “مخاوف من الطلاق الذي ينتشر بصورة كبيرة في المجتمع، خاصة في السنوات الأخيرة، ولأسباب مختلفة، لذلك طردت فكرة الزواج من عقلي لا بتعد عن المشاكل”.
العراق الثالث عربياً
تحلّ النساء العراقيات في المرتبة الثالثة بنسبة قدرت بين 70 – 85%، في ترتيب أكثر النساء العربيات تأخراً في سن الزواج خلال السنوات الثمان الأخيرة، بحسب آخر تصنيف بحثي أجراه مركز الخليج العربي للدراسات والبحوث (CSRGULF) حول تأخر سن الزواج في الدول العربية.
ويوضح التصنيف أن تأخر الزواج يعود لأسباب مختلفة، من بينها عوامل مستجدة متصلة بتداعيات العولمة وآثار الثقافة الرقمية في اضطراب قناعات وخيارات الفتاة ورؤيتها للارتباط، فضلا عن تعرض الشباب عموما لضغوط نفسية تراكمت مشاعر القلق والخوف وعدم اليقين بشأن الاستقرار في المستقبل.
ويتابع التصنيف أن هناك تقلّصاً في روابط الثقة بين مكونات المجتمع كنتاج لإدمان وسائل التواصل الاجتماعي، التي تسببت في تصدع ثقة الفرد بنفسه، كما تستشري مشاعر خيار الانعزالية بين شريحة من الشباب والتأثر بتجارب الزواج الفاشلة، في ظل احصائيات نسب الطلاق المرتفعة.
كل هذه المسببات والعوامل المستحدثة المؤثرة على نمو ظاهرة تأخر سن الزواج تتفاعل مع عوامل اقتصادية واجتماعية تقليدية، أبرزها، تأثيرات ارتفاع تكلفة الزواج والمهر، وأسعار السكن، وزيادة البطالة والفقر والهجرة، وتحسن نسب التعليم بين الفتيات خاصة.
أسباب العزوف
ترجع أستاذة علم النفس في الجامعة المستنصرية، ابتسام النوري، عزوف بعض الفتيات عن الزواج إلى “العادات والتقاليد التي تحد من قدرة الفتاة على الاختيار الصحيح”.
وتوضح خلال حديثها لوكالة شفق نيوز، أنه “في بعض الأحيان هناك عادات وتقاليد عند بعض الأسر والعشائر العراقية بأن تكون بنت العم لابن العم، أو حسب الطائفة، فلا يتقبلون الزواج من طوائف أخرى”.
وتضيف النوري “وقد يكون التحصيل الدراسي العالي عائقا أمام الزواج، فلا تقبل الفتاة برجل شهادته العلمية أقل درجة منها، أو قد تكون الفتاة هي المعيلة الوحيدة للعائلة، فلا تستطيع مغادرة بيت أهلها، وربما يكون ذلك بضغط من أخوانها، طمعا واستغلالا لراتبها”.
وتتابع “وقد يكون سبب العزوف نفسيا، كأن يكون للفتاة علاقة سابقة مع شاب وأخلف وعده بالزواج منها، ما أحدث لها صدمة نفسية، ونتيجة لذلك تقرر رفض فكرة الزواج نهائيا، خوفا من الوقوع في فشل عاطفي آخر”.
جرائم غريبة
تعزو الخبيرة القانونية، رقية الطائي، عزوف الفتيات عن الزواج إلى “ما يرينه من الحالات والجرائم الغريبة التي تظهر في المجتمع”.
وتشير خلال حديثها لوكالة شفق نيوز، إلى أن “الكثير من الفتيات يعقدن في المحكمة ومن ثم يفسخن نتيجة عدم معرفتهن بحقيقة الشريك”.
وتضيف الطائي “كأن يكون يتعاطى المخدرات، وهي الأكثر شيوعا حاليا، والتي تفضي إلى ممارسة سلوكيات غير سوية، لذلك أدعو المُقبلة على الزواج إجراء فحص المخدرات والسوابق للشريك، للتأكد من خلوه منها، فضلا عن إخضاعه لفحص من قبل لجنة طبية نفسية لضمان سلامته من الأمراض العقلية، التي بسببها باتت الفتيات يتخوفن من الزواج”.