ميناء الفاو الكابوس الذي يلاحق دول الخليج
علي الصحاف ||
طيلة العشرون عام الماضية كان مشروع ميناء الفاو الكبير يتنقل بين رفوف وزارة النقل كملف هامشي مهمل بسبب الضغوط الدولية
التي تحول دون انشاءه او البدء ببناءه
ومنذ اولى الخطوات الجادة للبدء بانشاء هذا المشروع العملاق
سارعت دولة الكويت بدعم اماراتي لانشاء ميناء مبارك الكبير الذي كان بمثابة الذراع الخانقة لميناء الفاو الكبير في حال انشاءه.
وبعد سنوات قليلة وبسبب الخلافات حول ميناء مبارك وعدم احقية الكويت بانشاءه
عاد ملف مشروع ميناء الفاو الكبير الى الواجهة
وكانت البداية بانشاء كاسر الامواج الاكبر في العالم عام ٢٠١٣
ليكون العراق بعدها بعدة اشهر على موعد مع مظاهرات غربية مدعومة خليجية تلاها سقوط العراق بيد د١عش
لينشغل العراق بحرب دموية ل٤ سنوات حالت دون الاستمرار في هذا المشروع.
وبعد ٥ سنوات من وضع الحجر الاساس لكاسر الامواج واعلان البدء عن انشاء مشروع الفاو الذي تعرقل بسبب الحرب
تم اكمال الكاسر نهاية ٢٠١٩ ليكون المشروع الكبير جاهزا للبدأ بانشاءه
ولكن كان لدول الخليج رأي اخر
فبدعم اماراتي خليجي وبتنفيذ كويتي وبتواطئ سياسيين
عراقيين
تقرر انشاء خط سكك حديد يربط العراق بالكويت معلنتا بذلك نحر ميناء الفاو قبل انشاءه وجعله عديم الفائدة والجدوى وفي نفس الوقت كان هنالك ضغوطات لتغيير عمق الميناء من ١٩ متر الى ١٤ متر وبالتالي جعله غير صالحا لاستقبال البواخر واقتصاره على القوارب الصغيرة
اما اخر محاولات عرقلة انشاء هذا الميناء كانت صباح يوم الجمعة المصادف (٩ تشرين الاول ٢٠٢٠) وتحديدا الحادثة الغامضة التي عثر فيها على مدير الشركة الكورية المسؤولة عن بناء ميناء الفاو مشنوقا في غرفته وسط الاف علامات الاستفهام والشك.
كل هذا كان وسط تعتيم اعلامي وتجاهل لهذا المشروع العملاق واهميته العظيمة للعراق من قبل الصفحات والقنوات مشبوهة التوجهات والارتباطات والمقربة من الخليج.
ان اهمية ميناء الفاو للعراق تكمن في كونه المستقبل المشرق للعراق والعراقيين حيث ان انشاء هذا المشروع سيجعل العراق البوابة الاقتصادية التي تربط الشرق بدول اوربا والعالم عبر تركيا والذي سيكون قادرا على استقبال ٢٩ مليون حاوية يوميا ويفتح للعراق الباب لانشاء الكثير من المدن الاقتصادية والتجارية وكذلك توفير المال الكافي للاعمار وعدم الاعتماد الكلي على النفط.
ان هذا الميناء وبالرغم من اهميته العظيمة للعراق الا انه سيخطف الاضواء عن الامارات والكويت ويحول بوصلة الغرب والعالم من الامارات الى العراق.
كما ان اكمال هذا المشروع سيتيح للشركات العالمية الرصينة التنافس للعمل والاستثمار النفطي والانشائي والكهربائي داخل العراق
لينفك بعدها العراق من سطوة الشركات الامريكية التي تسيدت المشهد وسيطرت على كل هذه الاستثمارات دون اي فائذة تذكر.
بقدر اهمية المشروع الا ان انشاءه بمثابة الخطوة الغاية في الصعوبة في ضل الاحتلال الامريكي وسيطرة عملاء الاحتلال على الاعلام والكثير من الملفات الاخرى وكذلك استعداد دول الخليج لصرف الاموال الطائلة مقابل عدم انشاءه.