أزواج ما بعد الأربعين .. يتزوجون عبر الانترنيت ويشكلون علاقات مع المراهقات

    مراهقة الكبار!!

    ام مصطفى/50 سنة، تتحدث بسخرية مؤلمة عن زوجها الذي تجاوز الخمسين وليس الاربعين وقد امتلأ رأسه بالشيب وقد عاد الى لبس (البنطلون والكاوبوي) والقمصان الشبابي وهو يتحدث طول الليل مع فتاة لم تتجاوز العشرين من عمرها!. وتضيف،  والغريب انه لا ينكر ذلك ويتبجح به مع ابنه البكر . وتضيف انه يشتري لها الأرصدة شحن الموبايل لكي تتحدث معه وانا لا اعرف ابعاد العلاقة ولا اعرف ان كان متزوجا منها او علاقتهم لا تتجاوز اللقاءات وأحاديث الهواتف.

    وتابعت ام مصطفى ، هذه الحالة تتكرر عندنا كل سنتين وقد مللت من التحدث معه في هذا الموضوع او غيره وابتعدت المسافة بيننا وبين اولاده الاثنين وصرنا في واد وهو في واد آخر ولا يجمعنا سوى الوثائق وبطاقة السكن والجدران التي تجمعنا.

     

    المطلوب الخروج من دائرة الشك

    ويعتقد (ابو بنين) الذي تجاوز الأربعين بقليل ان هذه  الدائرة -دائرة الشك والخيانة الزوجية- هي منطقه محيرة وملتهبة من قبل الزوجة. ويضيف، أكثر النساء شعورا بالشك غير العاملات. ويبين، دائما ما تسيء الظن بزوجها الذي يخرج يوميا للعمل.

    ويرى ابو بنين ان على الزوجة في هذا السن وبعد ان  يكبر الأولاد ويهتم كل واحد بنفسه  الخروج من دائرة الشك والبحث عن مجالات للإبداع والإنتاج حتى لو كانت ربة بيت وليست ملتزمة بوظيفة.

    ويشير، هناك منظمات المجتمع المدني وهناك الأعمال التطوعية وعلى الزوجة إن تجد شيئا مفيدا لها وللمجتمع يشغلها بدل الدوران في دائرة الشك والريبة والشك.

     

    حين تخيم الرتابة

    فيما قال المهندس والأديب (ع.س)، اعترف ان زوجتي لا عيب أخلاقي وجمالي فيها وهي امرأة عاملة تربوية في المحافظة وهي تفعل كل ما تستطيع لإرضائي ولكني بعد ان تجاوزت الأربعين وشارفت على الخمسين وجدت حياتي الزوجية مملة ورتيبة وليس لدي اي دافع للتحدث معها والتحاور حول اي موضوع عدا مشاكل الأولاد ويومياتهم وكل مرة نجلس ونتفاهم لترميم علاقتنا الزوجية لا نصل الى حل بل نصبح ابعد واكثر مللا ومنذ ثماني سنوات ونحن منفصلان في كل شيء حتى في نوع الطعام الذي اتناوله.

    ويتابع، انعدمت الحوارات بيننا تدريجيا لهذا قررت ان اتزوج بإحدى زميلاتي في العمل وحصلت على موافقة زوجتي الأولى وأولادي الاربعة بعد سنوات من الإقناع والحوارات.

     

    زوجي استبدلني بالفيس بوك

    ام نور تقول :ان زوجها لا يملك الجرأة والإمكانية ليتزوج من امرأة أخرى  لكنه تزوج الانترنيت وانشغل عني به فلا أراه الا نائما او يتصفح على الكمبيوتر، او يتحدث مع فتيات لغاية الساعة الرابعة صباحا حتى ان الحوارات بيني وبينه لم تتعدى جملة (تعال اتعشى او تعال اتغدى) وحتى طلبات البيت يقوم بها أولادي فهو موجود وغير موجود وكأنه من كوكب آخر  ويعتقد ان دوره العائلي قد انتهى مادام أولاده قد كبروا ويستطيعون الاعتماد على أنفسهم وهم أيضا يعملون ولهم دخل وقد نجتمع في الأعياد والمناسبات لزيارة بعض الأقارب او في الوفيات نظهر وكأننا متفاهمين وسعداء وما ان يدخل البيت وكأننا دخلنا إلى مفرق الجماعات وهادم اللذات حتى ذهب كل منا الى الحياة الوهمية التي صنعها لنفسه.

     

    وجهة نظر علمية

    الأخصائية الاجتماعية والنفسية جمانة محمد علي مال الله  تقول : من الخطأ ان نعتبر ان هذه المرحلة من حياتنا كحدث منفصل بل هي استمرار للحياة التي بدأناها وأسسناها منذ البدء فكلما كانت حياتنا صحية سهل ذلك تجاوزنا لهذه المرحلة دون ان نهدم البيت.

    وأكدت جمانة انه عند وصول الزواج في مرحلة من المراحل (بعد سن الأربعين ) والذي يعاني فيه الكثير من الاضطرابات النفسية والوجدانية والتي تدفعه للشعور بالملل من البيت والأسرة والأولاد والزوجة وشعوره بالاختناق من الحياة بالكامل وهذا الشعور الأليم ينتقل بالتدريج الى كل من بالمنزل من الزوجة وحتى الأولاد فيتأزم الوضع أكثر.

    وتشير، هنا على الرجل أن يصارح زوجته بهذه التغييرات الجديدة حتى وإن كان يعلم بأنها سوف تغضب، ولكن على الزوجة هنا أن تتفهم صراحة الرجل وطبيعة المرحلة التي يمر بها، وأنها مرحلة حساسة تمر بها الأسرة بالكامل وعليها أن تنقذها، لأنه لطالما تفككت أسر بسبب هذه المرحلة المؤقتة والتي تشهد تغييرات وتقلبات شديدة في نفسية الزوج والذي ينتقل بالتدريج إلى الزوجة مؤثرا على نفسيتها.

    وتنصح (جمانة) الزوجة ان تستعد لتفادي وقوع زوجها في فخ المراهقة الثانية ومنذ السنين الأولى للزواج والارتباط معه بصداقة قوية وعدم نسيانه إثناء رحلة تربية الاولاد ومشاركة الزوج في بعض هواياته واهتماماته حتى لو كانت لا توافق اهتمامات الزوجة . وعلى الزوجة أيضا ان تفتح حوارات مع زوجها في مختلف القضايا الاجتماعية والثقافية وتخصص له ولو ساعة يوميا للاقتراب منه والتقرب أليه حتى لا تحدث الفجوة بينهما وتتسع دون ان تدري. وتختتم جمانة، الاعتناء بالزوج مثل الاعتناء بالزرع، اذا اهمل جف ومات وإذا اعتنيت به نما وترعرع، انها معادلة بسيطة يمكن لكل زوجة اتباعها.

    شاركـنـا !
    
    التعليقات مغلقة.
    أخبار الساعة