الخلاف بين قطر السعودية عمره نحو 100 عام، إذ تعود جذوره إلى العام 1913 حينما طالبت السعودية بضم قطر لها باعتبارها جزءً من إقليم الإحساء، وبإلحاح من الجانب البريطاني تم الاعتراف بحدود قطر بعد ذلك بعامين، إلا أن الخلاف لم ينته خاصة بعد اكتشاف النفط والغاز في الأخيرة، ليتجدد مرة أخرى في العام 1992، واستمر توتر العلاقات بين البلدين ليصل ذروته في الآونة الأخيرة.
خلافات قطر الحدودية لم تكن مع السعودية فقط، بل لها خلاف مع البحرين يعود تاريخه إلى العام 1937.
أما الخلاف مع الإمارات العربية المتحدة فهو الأحدث لكنه ليس حدودياً بقدر ما هو أمني سياسي، وسببه تصريح لرجل الدين المثير للجدل يوسف القرضاوي المقيم في الدوحة والذي هاجم فيه الإمارات واتهمها بأنها “تقف ضد أي حكم إسلامي، وتسجن المتعاطفين معه، وتدفع مليارات الدولارات لسفك دماء الأبرياء”.
هذه الخلافات وطبيعة السياسية القطرية الخارجية وتدخلاتها في دول المنطقة، هي التي دفعت السعودية والإمارات والبحرين إلى سحب سفرائها من الدوحة، وعلى الرغم من أنها سياسة بدأت تتضح ملامحها بعد سقوط النظام السابق في العراق عام 2003، إلا أن هذه الدول لم تتخذ موقفاً حازماً من قطر إلا في شهر آذار الجاري.
غير أن الأمر لم يقتصر على سحب السفراء والحرب الإعلامية المتبادلة بين قطر وخصومها، بل تطور ليصل إلى مرحلة نشر الغسيل وكشف الملفات السرية، وها هي صحيفة “الخليج” الإماراتية تؤكد أن قطر “تواصل سياسة تجاوز كل الثوابت والمبادئ، فهي تستغل اليوم موضوع الإخوان المسلمين لأنها تعتقد أنه يفيدها وقد تغير موقفها تجاههم في أي وقت”.
وتضيف الصحيفة ان “مقدار التكلفة المادية للسياسة الخارجية القطرية تبلغ نحو أربعة مليارات دولار سنوياً، وهي تعادل تقريباً الميزانية السنوية لبلد كلبنان، وكل ذلك على حساب التنمية في قطر”، مبينة ان “المتضرر من سياسات قطر الخاطئة جيرانها بالتأكيد، لكن المتضرر الأول والأكبر هو شعب قطر حيث رتبت حكومته أولوياتها بشكل لا يخدم إلا أغراضاً ضيقة”.
وكان تنظيم داعش قد أكد تلقيه دعماً مالياً وعسكرياً من قطر بعد الخسائر التي تكبدها في العراق وسوريا، إذ كشف التنظيم في حسابه على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، أن ما يسمى الناطق العسكري باسم أحرار الفلوجة عبد الحكيم أبو عمر، قال في تغريدة له “ننسق مع الأخوة القطريين بشأن الدعم والتسليح الذي سيأتي”.
وأشارت الصحيفة إلى أن مصادر خاصة أكدت لها أن “قطر دعمت جهات إرهابية في كل من العراق وسوريا مثل النصرة وداعش، كما أنها تحتضن وتمنح الجنسية القطرية للمعارضين الخليجيين، فضلاً عن دعمها للاخوان المسلمين في مصر، والحوثيين في اليمن”.