لاشك ان العراق مؤهل للتطور والمضي بتتفيذ مشاريع البناء والأعمار الاستراتيجية ليس لامتلاكه الثروات الطبيعية والبشرية فحسب بل لان رئاسة الوزراء مصممة على المضي بتنفيذ المشاريع العملاقة خصوصا بعد توقيعها على الاتفاقيات المرتبطة بتلك المشاريع ، ولعل اهمها هو طريق التنمية الذي تأمل الحكومة ان يحقق للبلد ماخططت له.
لكن طريق التنمية هذا لايكون مجديا اذا لم يكن مصحوبا بتطوير البنى التحتية في العراق وكذلك بناء المصانع المنتجة في المحافظات العراقية ، بكلمة اخرى يفترض بطريق التنمية ان يصدّر المنتجات العراقية الى الخارج وان لا يكتفي بنقل ماتنتجه الدول التي ابرمت معها الاتفاقيات قطر والإمارات وتركيا وغيرها ، ولكن كيف يتم ذلك؟
والجواب بسيط جدا واليكم بعض الامثلة ، ان يتم بناء مصفى نفطي في البصرة لكي يصدر المشتقات النفطية الى الخارج
وكذلك بناء معمل اسمنت جديد بالسماوة لتصدير الأسمنت العراقي،
ومثال آخر بناء محطة انتاج للغاز في الانبار لتصدير الغاز العراقي ،وهكذا سيكون طريقا منتجا و ذا فائدة وموارد عظيمة قد توازي موارد النفط الخام . وغير ذلك من الامثلة لعشرات المصانع التي يمكن بناؤها لرفع سقف الواردات المالية التي ستكون موازية لموارد النفط الخام .
واما ميناء الفاو فيشكل اهمية كبرى في طريق التنمية ولكن لايفترض الاكتفاء بالارصفة الحالية والاضافات التي أجريت عليها بل ، تقنيا يجب أن تكون الاعماق فيه اكثر من 25 مترا لكي يستقبل الناقلات العملاقة
Giant ship
او
Mother ship
ثم يجب أن تُبنى مايسمى ب
City port
اي مدن متكاملة فبها المطار والقطارات وسكة الحديد المرتبطة بالمدينة، بالإضافة إلى بناء مستشفى ومراكز صحية ومدارس ومشاريع سكنية وأسواق ومنطقة حرة وغير ذلك الكثير لكي تستطيع الحكومة استقطاب الشركات العالمية كما يحدث في اغلب المواني المتطورة.
يريد العراقيون لطريق التنمية ان يكون مشروعا متكاملا مرتبطا بمشروع الحزام والطريق وليس طريقا للترانزيت فقط ، واذا حدث ذلك فسيشكل نقلة نوعية كبيرة في الاقتصاد العراقي ويرفع القلق من تأثر الاقتصاد بأسعار النفط المتذبذبة .