موكب ( الأسرى والسبايا ) . والحقائق المغيبة .

     

    سامي التميمي

     

    المأساة التي جرت على بيت أهل النبوة ع ، بعد معركة الطف وأستشهاد الأمام الحسين ع وأهل بيته وأصحابه الميامين ، لم تكن سهلة بل كانت صدمة كبيرة وموجعة ، للمؤمنين .

    تم أقتيادالنساء والأطفال وأبن الأمام الحسين ع ( علي بن الحسين ع ) حيث كان عليل طريح الفراش ، مكبلين بالسلاسل الى الكوفة بداية حيث مكان الحكم للفاسق اللعين ( عبيد الله بن زياد ) جاء به ( يزيد بن معاوية اللعين ) ، قبل مجيئ الأمام الحسين وعائلته الى كربلاء ، فتم سجن وتعذيب وتصفية كل الموالين والمحبين للأمام الحسين ع وأهل بيته ، من شيوخ عشائر ووجهاء وقادة وتجار وغيرهم عن طريق الجيش والشرطة والعيون الأمنية والجواسيس .

    وعندما وصل الأمام الحسين ع وأهل بيته الى كربلاء وجد نفسه وحيداً ، ولم يجد أغلب شيوخ العشائر والوجهاء والمحبين الذين بعثوا له برسائل ( بأن أقبل يا أبن رسول الله وخلصنا من يزيد الفاسق الفاجر ) ولكن دهاء يزيد من دهاء أبوه معاوية ، وأن أغلب قادته ومستشاريه كانوا من اليهود والروم والفرس والترك ، فحاكوا المؤامرة بدقة وحنكة وتدبير مسبق ، وكبير وقاس ومؤلم .

    وقبل المعركة وأثنائها وبعدها وقبل مرور ( ركب الأسرى والسبايا ) لأهل البيت ع ،في المدن والأسواق ، الى مجلس ( عبيد الله بن زياد ) كان هو وأعوانه يثقفون ويروجون في المجالس والأسواق والمدن والقرى ( بأن الحسين ع خارج عن القانون هو وأهل بيته ) .

    ولكن رغم كل ذلك ، المؤمنون لم يسكتوا وقاموا بصولات وجولات على معسكرات ( عبيدالله بن زياد ) (ويزيد بن معاوية ) في العراق والشام وكل الأمصار ، ولكن كانت تباد من الجيش والشرطة ، لأنها كانت تفتقر للتنظيم والأعداد والتعبئة ، ولكن فيما بعد قامت هناك ثورات وأنتفاضات منظمة ومعدة من قبل المؤمنين والعشائر والتجار وكل الموالين وقضوا على أغلب المشتركين ( بدم الحسين ع وأهل بيته وأصحابه ) . ومنها

    1 – ثورة أهل المدينة ومأساة الحرة.
    2 ـ ثورة عبد اللّه بن الزبير في مكة المكرّمة أيام خلافة يزيد وبعدها.
    3 ـ ثورة التوابين المستميتين في الكوفة.
    4 ـ ثورة المختار بن أبي عبيدة الثقفي

    كانت فتنة كبيرة أوجدها ( معاوية بن أبي سفيان ) وأستمرت حتى تنفيذ تلك المعركة على يد يزيد بن معاوية .
    للأقتصاص والنيل من أهل بيت النبوة ع ، لأن حسب أعتقادهم وهمذا يقولون هم ( بنو أمية ) بأن محمد ص وأهل بيته ، نزعوا عنا الملك وقتلوا أباءنا وأجدادنا ، في حروب الأسلام . وأن ( ليس هناك نبوءة ولا رسالة ولاوحي ولادين ) .

    وأستمر ذلك التثقيف والترويج حتى في المساجد وعلى المنابر ، وللأسف حتى يومنا هذا . فكانت نتيجتها ( القاعدة وداعش ) والكثير من الحركات والعصابات الأرهابية التي أنتجها الإسلام الأموي وبعده العباسي والعثماني ، الذي غزوا الغرب والشرق ونهبوا وسرقوا وأغتصبوا ، تحت ( إسم الأسلام ) والأسلام ودين محمد ص ، منهم براء .
    مثلما أغتصبوا الأسلام بعد أستشهاد النبي محمد ص .

    ولكن للأمانة ( أهل الشام والعراق ) براء من دم الحسين ع ، لأن جيش يزيد وأعوانه وقادته كانوا مختارون بدقة وعناية وولاء من قبل معاوية وأبنه يزيد . وكانت قبضتهم على كرسي الحكم شديدة وقاسية ويستخدمون كل المغريات والمؤامرات في النيل من أعدائهم وهولاء يعلمون مدى الحب والولاء من قبل المسلمين والمؤمنين للإسرة النبوية ع . فكانوا لايثقون بأي أحد مطلقاً سوى المقربين والموالين لهم .

    هذه الحقائق المغيبة ، طمرها وطمسها حكام تلك الحقب المظلمة ، ويحاولون بكل الوسائل أن لاتظهر للعلن ، لأن أستمرار الخفاء يعني أستمرار بقائهم في الحكم وظلمهم .
    وكما يجري في غزة الأن وبعض البلدان العربية والأسلامية ، الحكام متعاونون مع حكومات العدو ، ومطبقين بحصار شديد على الشعوب العربية والمسلمة ، ويثقفون ضد غزة وجبهات المقاومة .
    التاريخ يعيد نفسه ، ولكن هيهات منا الذلة .

    وقوله تعالى : ( وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ) ، ( يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار )

    شاركـنـا !
    
    التعليقات مغلقة.
    أخبار الساعة