بقلم: صادق غانم الاسدي
مملكة الاردن من اكثر البلدان العربية التي استفادت من الظروف القاهرة للعراق في الحرب القادسية ابان النظام المقبور والحصار الغاشم الذي مر على شعبنا طيلة فترة التسعينيات حتى عام 2003 ,والذي انعكس على الواقع الاقتصادي والعمراني بالازدهار لبلد عرف بانه يتلقى مساعدات سنوية تخصصها له الادراة الامريكية ,وهو لا يمتلك اي مقومات للنهوض وتجعله من البلدان القوية في المجال الاقتصادي, كما توجد في الاردن مدارس تكفيرية وحركات سلفية مقاربة لفكر وأهداف تنظيم داعش الارهابي, وايضا هنالك ارضا خصبة تستقطب وتشجع على أحتضان كل المطلوبين قضائيا للحكومة العراقية من قبل اعضاء مجلس النواب الاردني وبعض السياسيين الاردنيين وقد عززت الحكومة بتفعيل مذكرة على تسليم عناصر مطلوبين للقضاء العراقي وفق المادة الرابعة من قانون مكافحة الارهاب ومنهم ما يسمى رئيس هيئة علماء المسلمين حارث الضاري وناصر الجنابي والمنافق الكبير والاعور الدجال بشار الفيضي وحسن البزاز, واسماء كثيرة ومنهم رغدة صدام وهي تعمل ليلا ونهارا من اجل نسف كل مشروع يدفع بالعراق الى حالة التقدم , وقد التقت مع بوق البغدادية انور الحمداني الذي يشاطرها بالرأي وحظي بتكريما منها بمبالغ مالية وقد انكر انور الحمداني ذالك اللقاء السري , ولكن دون جدوى او اهتمام تبديه الحكومة الاردنية لتلك التطورات, واكثر من ذلك فقد احتضنت الاردن في الفترة الماضية مؤتمر برعاية الحكومة وحضرته شخصيات صدامية وقمعية ولها دور كبير في احداث عام 2006 من تعميق الفتن والتشجيع على الحرب الطائفية وكان هدف المؤتمر بان العشائر هي العمود الفقري لحركة الكفاح وان داعش جزء صغير ربما نحتاج اليه في المستقبل واكدوا المؤتمرون على مواصلة القتال حتى تتم السيطرة على العاصمة العراقية بغداد من الصفويين حسب ادعائهم , وبعلم من ارفع المسؤولين في الحكومة الاردينة والتي تشجع كل عمل ارهابي يحمل في بصماته الحركة القومية والعروبة تحت اي مسمى من اجل القضاء على الحكومة الشيعية في العراق , وكان الدور الكبير للسلفيين في تشجيع الفتن وحث ساحات الاعتصام على المواصلة ومعظم قيادات داعش قبل ان تشن الهجوم على الموصل كانت تعيش في عمان وتلتقي بمسؤولين كبار للتخطيط في الاعمال الاجرامية , وقد شهدت مدينة امعان جنوبي عمان مراكز لتطوع الاردنيين في تلك المدينة والذهاب للقتال الى جانب جبهة النصرة وهي ايضا مركز مهم لتأييد كل مايقوم به تنظيم داعش او تنظيم القاعدة التكفيري ويعتبر أبو سياف الساكن في تلك المدينة بانه يقود حلفًا إسلاميًا من معان الأردنية مع جبهة النصرة السورية ويرسل إليها المقاتلين،لاتزال بعض القوى من التيارات السلفية تدعم التنظيمات الارهابية من خلال الدفاع عن اهدافها ,وبدليل ان ساجدة الريشاوي التي اعدمت صباح الاربعاء المصادف 4/2/2015 بعد ان اصدر حكم الاعدام عليها في عام 2005 بتفجيرات عمان الذي راح ضحيتها 60 شخصا , قد اخر تنفيذ الحكم بضغط ومقايضات من تلك الحركات الاسلامية ولو كانت هذه المرأة لاسامح الله انها شيعية لاعدمت في وقتها دون تاخير , ولايختلف الامر عن زياد الكربولي الذي ادين بقتل اردني عام 2008 واصدر القضاء بحقه حكم الاعدام مع العلم انهم ينتمون الى تنظيم القاعدة , والذي عجل بالحكومة الاردنية ان تتاخذ اجراءات ليس بالمستوى المطلوب بعد ان اعلن تنظيم داعش حرق الطيار معاذ الكساسبة , ومن المخجل ان بعضا من النواب في الحكومة الاردنية لازالوا يدافعون عن تنظيم داعش ويعتبرون ان الطيار الاردني قد توفى قبل شهر وهم غير متاكدين اذا ماهو الطيار الذي ظهر في مواقع الانترنت , وبعد ذلك لايحتاج من الشعب الاردني الا أن ينظم لقتال تنظيم داعش الارهابي ويغير شعارته الحماسية خلال كل مشكلة تحدث بينه وبين ابناء الشعب العراقي والتي نسمع فيها صيحات طائفية لاتمت الى الدين واللياقة الادبية , اليوم مسؤولية الحكومة الاردنية كبيرة وعليها ان تحافظ على أمن شعبها وان تكون شجاعة وصاحبة قرار جريء وان تعلن بشكل رسمي على تنظيف عمان من كل العراقيين المطلوبين للقضاء بتهم الارهاب وان تكون صادقة بنواياها وتقوم بتسليم الصدامين والداعشين الذين يجولون ويقودون ويخططون من ارض عمان لتمزيق نسيج العراق , واتمنى ان تتوحد جهود الدولتين بشكل صادق وان تكون دماء الطيارمعاذ الكساسبة قد كشفت حقيقة تنظيم داعش الارهابي الذي لايستهدف شعب العراق وحده والهدف من ذلك هو تمزيق الشعوب والمقدسات وما يطلقه من شعارات واهداف بعيدة عن محتوى الدين الاسلامي الحنيف .