عزز إعلان ألمانيا تعزيز وجودها في العراق «بناء على طلب» من بغداد، توقعات بأن يحل حلف شمال الأطلسي «الناتو»، محل التحالف الدولي ضد تنظيم داعش في العراق. وكانت وزيرة الدفاع الألمانية أورسولا فون دير لاين قالت في مقابلة تلفزيونية: «بعد الهزيمة التي مُني بها داعش في العراق يجب أن نركز الآن على إعادة إعماره، كي تكون الحكومة العراقية قادرة في السنوات المقبلة على العودة إلى الاستقرار». مؤكدة أن «الجيش الألماني سيلبي طلباً للحكومة المركزية في بغداد لتقديم المساعدة للعراقيين تتضمن بناء وزارة للدفاع وطرق تقديم الإمدادات الطبية “.
وكشف الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، الثلاثاء الماضي، عن تلقيه رسالة خطية من رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، يطلب فيها بقاء قوات الحلف في العراق، ونقلت وكالة فرانس برس، عن ستولتنبرغ -الذي يزور العاصمة العراقية حاليًا- قوله: “نحن هنا لأن العراق يريد ذلك، لسنا هنا دون دعوة من العراق وموافقته”.
وأكد أن “قوات الحلف لن تبقى أكثر مما ينبغي، وستكون مهامها تدريب القوات العراقية في مجال إزالة الألغام، والطب العسكري، وصيانة المعدات، فضلًا عن إقامة مدارس وأكاديميات عسكرية، والعمل على إصلاح المؤسسات بما فيها مؤسسة مكافحة الفساد”.
وأكد النائب عن «التحالف الوطني» جاسم محمد جعفر، أن «موضوع بقاء القوات الأجنبية يحتاج إلى موافقة البرلمان. أما قضايا التدريب والتأهيل والتقنيات والاستشارة فمن صلاحيات رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي وليس بحاجة إلى موافقة البرلمان».
وأضاف جعفر ، أنه «حتى وإن وجد طلب خطي من رئيس الوزراء لحلف شمال الأطلسي للبقاء في العراق للتدريب والاستشارة والمساعدة التقنية، فليست في الموضوع مخالفة قانونية». مؤكداً أن «هناك اتفاقية عسكرية بين العراق وأميركا لعدم إفساح المجال لإقامة معسكرات داخل الأراضي العراقية. أما حاجة المدربين فهي من صلاحيات العبادي”.
وقال المحلل السياسي البارز باسم العوادي، ان العراق بحاجة الى الدعم الدولي والاقليمي عموما لذلك تحرص الحكومة العراقية على الاستفادة من كل فرصة عسكرية سانحة من اجل استثمارها لصالح العراق، واضاف، ومع وجود اعتراضات داخلية بالخصوص فيما يتعلق بالتواجد الامريكي تحديدا، فأن رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي، اتجه للناتو باعتباره اكبر مؤسسة عسكرية عالمية، والناتو وان كانت امريكا قوة اساسية فيه لكنه بالمحصلة ليس أمريكا وحدها وانما محور دولي متكامل، وهي رسالة توازن سياسي وعسكري من الحكومة العراقية الى جميع الاطراف الاقليمية والدولية من خلال الناتو الذي ترغب بتواجده أمريكا وحلفائها من العرب في المنطقة، ولكنه ايضا يطمئن إيران وحلفائها من جانب آخر في المنطقة، ويحقق المصلحة العراقية بالتوازن السياسي المقبول من كل الاطراف وكذلك يعطي للعراق ما يبتغية من تسليح وتدريب وتطوير وتعاون استخباري فعال مع الناتو.
وأوضح الخبير الاستراتيجي العراقي هشام الهاشمي ، أن «القوات الألمانية حليفة للولايات المتحدة، وبالتالي فإن استمرار وجودها تحت مظلة الناتو يأتي بعد تزايد المطالبات في البرلمانات الأوروبية بإعادة القوات الموجودة في العراق وأفغانستان”.
وأضاف الهاشمي ، أن «التحالف الدولي الذي أوشكت مهام قواته على النهاية يضم 21 دولة ، ومهماته في العراق قتالية ، بما في ذلك عمليات التدريب والتجهيز والاستشارة والدعم اللوجيستي وسواها من العمليات ذات الطابع القتالي. وطالما أن مهمات التحالف الدولي ستنتهي بينما الولايات المتحدة تريد البقاء في العراق وأفغانستان، فإن هذا الوجود سيكون ضمن الناتو لأنه لا يحتاج إلى موافقة البرلمانات، بل إن دخوله يأتي ضمن سياق الدفاع عن الدول الأعضاء، وله حق التدخل في أي مكان تحت هذه الذريعة”.
إلى ذلك، قلل الخبير الأمني فاضل أبو رغيف من أهمية وجود قوات «الناتو» في العراق، بالقول إن «دول الناتو باتت تخطب ود العراق بعد أن تمكن من عبور عقبة داعش ” وفق قوله ، معتبراً ان ” هذا تطور مهم في مسار الحرب ضد الإرهاب». وأضاف أن «مهمات قوات الناتو في العراق لن تتعدى أكثر من دور التدريب والتطوير والتجهيز والتسليح ودعم العراق بالمعلومات الأمنية والاستخباراتية ، فضلاً عن التضامن مع العراق ومساعدته ، لا سيما في حركة المطارات والحدود والمطلوبين من التنظيمات الإرهابية». وأشار إلى أن «الوضع الآن صار أكثر متانة من ذي قبل”.