انتهت الساعات الأولى من توقعات الضربة الأمريكية على دمشق ومواقع تابعة للنظام السوري، و التي هدد بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس الاربعاء، دون حدوث اي شيء يذكر.
لكن تغريدة اليوم الخميس لترامب حملت توقعا جديدا حول احتمالية ان تكون الضربة قريبة أو بعيدة.
تلكأ ترامب في تحديد حقيقة الضربة على سوريا، حيث غرد قائلا ‘إن موعد الهجوم على سوريا قد يكون وشيكا أو لا يكون’، وبكل بساطة ينشر الرئيس الامريكي تغريداته بينما اشتعلت وسائل الاعلام منذ الامس حول تفسير ماهية الضربة والدول المشاركة في هذا الصراع ودق طبول الحرب التي ستعصف كارثة بالشرق الاوسط.
موسكو دعت واشنطن إلى تفادي ما يبعث على التوتر، بينما كشفت تركيا عن انزعاجها من تحول سوريا لساحة صراع، أمام النظام السوري فقد حذر من زعزعة استقرار المنطقة في حال مهاجمته.
ترامب فسر حديثه عن ضربة محتملة بأن امريكا تحت ادارته قامت ‘ بعمل عظيم، وهو تخليص المنطقة من تنظيم داعش . أين شكرا أميركا؟’. ربما تتوقف الاجابة عند الدولة العراقية حيث ان العراق هو اول دولة استطاع هزيمة تنظيم داعش الارهابي. فلماذا يسرق ترامب الانتصار؟
مواقف غربية وتدخل اسرائيلي
كان لافتا تصريح المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي قالت إن بلادها لن تشارك في أي ضربات بسوريا، وإن قالت أيضا إنه ‘من المهم أن نظهر الوحدة حيال سوريا ومن الصعب ألا نفعل شيئا’، وأضافت ‘يبدو واضحا أن دمشق لم تدمر مخزونها من الأسلحة الكيميائية’.
وزير خارجية ألمانيا هايكو ماس قال ‘لم نتلق طلبا من واشنطن أو باريس للمشاركة في ضرب سوريا’، وتوقع أن يجري التشاور مع برلين قبل أي هجوم غربي على سوريا.
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قال إن لديه ‘الدليل’ على أن النظام السوري استخدم الأسلحة الكيميائية في الغوطة الشرقية قرب دمشق، مشيرا إلى أن الرد على ذلك سيتم في ‘الوقت الذي نختاره’، لكنه أضاف في الوقت نفسه أنه لن يسمح بأي تصعيد للوضع في المنطقة.
رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي تحدثت عن ضرورة الرد على الهجوم الكيميائي الذي استهدف دوما في غوطة دمشق الشرقية، وأعلنت رئاسة الحكومة البريطانية أن ماي قررت دعوة الوزراء ‘لمناقشة الرد على الأحداث التي شهدتها سوريا’، وسط توقعات بأن تطلب من الحكومة الموافقة على تحرك عسكري بقيادة أميركية-فرنسية دون الرجوع للبرلمان.
الاحتلال الاسرائيلي علق على الضربة الامريكية المحتملة، بالوقوف الى جانب التصعيد الامريكي، معللا موقفه من ان ايران سترد على مواقع الضربات وبالتالي فإن امن اسرائيل لن يكون موجودا في ظل الارهاب الذي تمثله ايران في المنطقة.
وتشير توقعات محللين وسياسيين وعسكريين، بعد ان تحرك اسطول السفن الحربية والبوارج الروسية والامريكية وتأهبت اكثر من دولة عربية حدودية مع سوريا ومنها العراق ‘منعا لدخول عناصر التنظيم او رد معاكس لما سينتج عن حرب متوقعة’، ان ما فعله ترامب ينذر بتصعيد سلبي حتى وان لم تتم الضربة الا ان ما سيجري في الايام القادمة سيحتاج الى فهم اكثر عمقا سيما عندما يصبح التنافس المسلح بين دولة السلاح ‘روسيا’ و دولة الهيمنة ‘امريكا’، بينما تضيع معادلات البحث عن استقرار حقيقي في سوريا، وتطبيق برنامج في القضاء النهائي على داعش في المنطقة.
وتتجه كل الانظار الى ما سيجري الليلة، سيما بعد ان قامت دول عربية منها الكويت والبحرين ولبنان، بتغيير مسار رحلاتها الجوية تحسبا لاي هجوم محتمل.