تزامن الاحتفال بعيد الام واعياد الربيع له دلالته المعبرة عن عطاء الام المستمر لاستمرارية الحياة..كما للربيع دلالته باستمرارية الخضرة والنماء.
واولت الاديان السماوية للام مكانة خاصة ومميزة تتناسب مع دورها واهميتها المميزة في بناء المجتمع الصالح عبر تربيتها لخلق جيل صالح لبناء الاوطان.
واعطت الرسالة الاسلامية للوالدين والام بشكل خاص المكانة المهمة والخاصة عبر آيات القرآن الكريم والاحاديث النبوية الشريفة.
وقال الله تعالى في الاية (36)من سورة النساء ” وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً “.
وقال تعالى في الاية (26)من سورة الاسراء ” وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً “.
وجاء رجل الى رسول الله (ص) فقال : يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي ؟ قال : أمك ، قال : ثم من ؟ قال : ثم أمك ، قال : ثم من ؟ قال : ثم أمك ، قال : ثم من ؟ قال : ثم أبوك. وهذا دليل واضح على مكانة الام في المجتمع الاسلامي.
فليس غريباً ان يتم الاحتفال باعياد الربيع والأم / بيوم واحد..فهما وجهان متلازمان للحب والحنان والنماء ..وجهان لاستمرارية الحياة ..الربيع بالخضرة والأم بزيادة الابناء وتربيتهم التربية الصالحة.
فعيد الأم أو يوم الأم احتفال ظهر حديثاً في مطلع القرن العشرين، يحصل في بعض الدول لتكريم الأمهات والأمومة ورابطة الأم بأبنائها وتأثير الأمهات على المجتمع.وهو ابتكار أمريكي ولا ينحدر مباشرةً تحت سقف احتفالات الأمهات والأمومة التي حدثت في كل مكان في العالم منذ الآف السنين.
وظهرت العديد من الاحتفالات في أمريكا لتكريم الأمهات خلال عام 1870 لكن هذه الاحتفالات لم يكن لها صدى في المستوى المحلي. وقدمت السيدة/آنا جارفيس/ بناء على طلبها قام المسؤول عن ولاية فرجينيا بإصدار أوامره بإقامة أول احتفال ليوم الأم بـ12 ايار1907.
وفي عام 1912. أنشأت “أنا جارفيس” الجمعية الدولية ليوم الأم. وأكدت بأن مصطلح “mother’s” يجب أن يكون مفرداً وفي صيغة الملكية -في اللغة الأنجليزية- وليس جمع في صيغة الملكية. لجميع العائلات تكريماً لأمهاتهم ولكافة الأمهات في العالم.
واستخدم هذه التسمية رئيس الولايات المتحدة /وودرو ويلسون /في القانون كعيد رسمي في الولايات المتحدة. من قبل الكونغرس الأمريكي في أُسس القانون و أيضاً من قبل الكثير من الرؤساء في إعلاناتهم مركزين على عيد الأم. ومع ذلك فإن (يوم الأم)-“mother’s day ” في صيغة جمع الملكية أو (يوم الأمهات)-“mothers day ” في صيغة جمع غير الملكية يمكن أن يستخدم في بعض الأحيان.
فالمفكرون الغربيون والأوربيون وجدوا الأبناء في مجتمعاتهم ينسون أمهاتهم ولا يؤدون الرعاية الكاملة لهن فأرادوا أن يجعلوا يوماً في السنة ليذكروا الأبناء بأمهاتهم، فيحتفل به في العديد من الأيام وفي شتى المدن في العالم وفي الأغلب يحتفل به في شهر آذار أو نيسان أو أيار. ويعتبر مكملا ليوم الأب وهو احتفال لتكريم الآباء.
ويختلف تاريخه من دولة لأخرى، فمثلا في العالم العربي يكون اليوم الأول من فصل الربيع أي يوم 21اذار أما النرويج فتقيمه في 2شباط أما في الأرجنتين فهو يوم 3 تشرين الاول وجنوب أفريقيا تحتفل به يوم 1 ايار. وفي الولايات المتحدة يكون الاحتفال في الأحد الثاني من شهرايار من كل عام. وفيه يتم الاحتفال بالأمهات وتكريمهن، فمثلا يتم عرض صور رسمها أطفال بين السادسة والرابعة عشر من عمرهم وتدخل ضمن معرض متجول يحمل اسم “أمي” ويتم نقله كل 4 سنوات يتجول المعرض في العديد من الدول.
وكان مدى الاحتفالات يختلف اختلافًا كبيرًا. وفي بعض المدن عدم الاحتفال بعيد الأم قد يكون مؤذيا لبعض الأمهات. لكن عند الاخرين هو احتفال معروف بعض الشيء يحتفل به المهاجرون أو يقوم الأعلام بتغطية اخبارية عنه للمعرفة عن الحضارة الأجنبية.
وبدأت فكرة الاحتفال بعيد الأم العربي في مصر على يد الأخوين (مصطفى وعلي أمين) مؤسسي دار (أخبار اليوم) الصحفية.
فقد وردت إلى علي أمين ذاته رسالة من أم تشكو له جفاء أولادها وسوء معاملتهم لها ، وتتألم من نكرانهم للجميل .. وتصادف أن زارت إحدى الأمهات مصطفى أمين في مكتبه.. وحكت له قصتها التي تتلخص في أنها ترمَّلت وأولادها صغار، فلم تتزوج، وأوقفت حياتها على أولادها، تقوم بدور الأب والأم، وظلت ترعى أولادها بكل طاقتها، حتى تخرجوا في الجامعة، وتزوجوا، واستقل كل منهم بحياته، ولم يعودوا يزورونها إلا على فترات متباعدة للغاية.
فكتب مصطفى أمين وعلي أمين في عمودهما الشهير (فكرة) يقترحان تخصيص يوم للأم يكون بمثابة تذكرة بفضلها ، وأشارا إلى أن الغرب يفعلون ذلك ، وإلى أن الإسلام يحض على الاهتمام بالأم ، فانهالت الخطابات عليهما تشجع الفكرة.
واقترح البعض أن يخصص أسبوع للأم وليس مجرد يوم واحد ، ورفض آخرون الفكرة بحجة أن كل أيام السنة للأم وليس يومًا واحدًا فقط ، لكن أغلبية القراء وافقوا على فكرة تخصيص يوم واحد.
وشارك القراء في اختيار يوم 21 اذار ليكون عيدًا للأم ، وهو أول أيام فصل الربيع ، ليكون رمزًا للتفتح والصفاء والمشاعر الجميلة .. واحتفلت مصر بأول عيد أم في 21 اذار سنة 1956.
ومن مصر خرجت الفكرة إلى البلاد العربية الأخرى .. وقد اقترح البعض في وقت من الأوقات تسمية عيد الأم بعيد الأسرة ليكون تكريما للأب أيضا ، لكن هذه الفكرة لم تلق قبولاً كبيرا ، واعتبر الناس ذلك انتقاصا من حق الأم ، أو أن أصحاب فكرة عيد الأسرة ” يستكثرون ” على الأم يوما يُخصص لها.
وحتى الآن تحتفل البلاد العربية بهذا اليوم من خلال أجهزة الإعلام المختلفة .. ويتم تكريم الأمهات المثاليات اللواتي عشن قصص كفاح عظيمة من أجل أبنائهن في كل صعيد.
وفي العراق يأخذ الاحتفال بهذا اليوم طابعاً خاصاً في ظل الظروف التي تمر بها البلاد بشكل عام .
واخذت الكثير من الأسر العراقية تقيم احتفالاً بهذا اليوم عبر التجمع في بيت العائلة وتكريم الام المعطاء عبر احتفال بسيط توزع فيه الهدايا المعبرة للآم تعبيراً رمزياً عما قدمته لابنائها وبناتها.وياخذ الاحتفال طابعاً وكأنه احتفال بعيد ميلاد شخص ما والذي يعطي دليلاً على ان عطاء الام يتجدد وينمو كلما مرت عليه السنون والاعوام.
ويأخذ الاحتفال ايضاً مستواه الحكومي والمجتمعي عبر احتفالات بكلمات معبرة ومؤثرة تعطي للام مكانتها المميزة في ظل كفاحها وجهادها لتربية الابناء وتحملها المسؤولية والتي تكون في اغلب الاحيان كاملة لغياب الاب او المعيل ولاسباب مختلفة.
..فتحية لك والف تحية ايتها المعطاء المضحية بعيدك المجيد..ونستميحك العذر فمهما عملنا وقدمنا لانستطيع الوفاء بجزء بسيط من معاناتك وصبرك وتضحيتك من اجلنا..