دبلوماسي سعودي: علاقات علنية مع تل ابيب مسألة وقت

    رجّح دبلوماسي سعودي في حديث لموقع “غلوبس” الإسرائيلي، أن خروج العلاقات بين السعوديّة وإسرائيل إلى العلن “مسألة وقت”، مقرًّا بذلك بوجود علاقات سريّة، كما أقرّ باستخدام بلاده تقنيّات إسرائيليّة.

    ورغم ما ذكره الدبلوماسي السعوديّ عن التزام بلاده للرئيس الفلسطينيّ، محمود عباس، خلال لقائه الأخير بالملك سلمان، بدعم الدفع بأيّة مسارات للسلام تضرّ بالقيادة الفلسطينيّة، إلّا أنه أقر أن الملك سلمان وولي العهد، محمّد بن سلمان، يمارسان ضغوطات على عبّاس “لأخذ التطورات السياسية والاقتصاديّة بجدّيّة”.

    ومع أن وزير الدولة السعوديّ للشؤون الخارجيّة، عادل الجبير، قال إن بلاده غير مطّلعة على تفاصيل الخطّة الأميركيّة لتسوية القضيّة الفلسطينيّة، المعروفة باسم “صفقة القرن”، إلا الدبلوماسي السعوديّ قال إن للصفقة إيجابيّة واحدة كبيرة “أنها تضمّ إطارًا اقتصاديًا لتطوير المنطقة كلّها، وبشكل أساسي الفلسطينيين”، معربًا عن استعداد بلاده لاستثمار مبالغ كبيرة في الصفقة، “لم يحلم الفلسطينيّون في الحصول عليها”، مروّجًا لجملة من الإغراءات الأميركيّة، مثل الادّعاء أن هذه الأموال ستحقّق “استقلالا حقيقيًا، وتعليمًا جيّدًا وصناعةً واقتصادًا صحيّين غير متعلّقين بالآخرين”.

    وزعم الدبلوماسي السعوديّ أنه من الصعب على الفلسطينيّين الخروج من صورة “الضحيّة الأبديّة”، كما تبنّى الرواية الأميركيّة التي تقول إن كل من يرفض الجزء الاقتصادي من “صفقة القرن”، الذي من المتوقع أن ينطلق في ورشة المنامة، الأسبوع المقبل، “يفتقر إلى أدنى قدر من المسؤوليّة”.

    وبينما تشير معظم التسريبات عن “صفقة القرن” أنها ستسفر عن دولة منقوصة السيادة على شكل حكم ذاتي في أحسن الأحوال، قال الدبلوماسي السعودي أنها ستسفر عن “دولة حقيقيّة وكاملة”.

    وكال الدبلوماسي السعوديّ، خلال اللقاء، المديح لرئيس الحكومة الإسرائيليّة، بنيامين نتنياهو، قائلًا إنه “حتّى خصومه السياسيّون يعون قدراته الدوليّة القويّة، ونحن نعي علاقته الممتازة بالرئيسين الأميركي، دونالد ترامب، والروسي، فلاديمير بوتين”.

    وحول إمكانيّة تعاون سعوديّ إسرائيلي عسكريّ محتمل ضدّ إيران، تهرّب الدبلوماسي السعوديّ من نفي ذلك، واكتفى بالقول إنّ “الإصرار الذي تبديه واشنطن، يثبت أنه لا حاجة لتدخّل إسرائيلي، بل إنه من المفضّل ألا تتدخّل إسرائيل”.

    ووجّه الدبلوماسي السعودي رسالةً قال فيها إن “دول الخليج ومصر والأردن تعي أن زمن الحرب مع إسرائيل ولّى، وأن الأفضل هو الانتقال لعلاقات طبيعيّة واسعة جدًا”.

    وفي وقت سابق اليوم، قالت الإدارة الأميركيّة إنها تسعى إلى تجنيد 50 مليار دولار للشقّ الاقتصادي من “صفقة القرن” سيتم جمعها من دول عربيّة لتوزيعها على دول عربيّة أخرى.

    ويزعم معدّو الخطّة أن هذا المبلغ الهائل سيستثمر في الأراضي الفلسطينيّة، وفي الدول المجاورة، بالإضافة إلى بناء ممرّ للنقل البريّ يربط بين الضفة الغربيّة وقطاع غزّة، من المتوقع أن تبلغ تكلفته 5 مليارات دولار، وفق ما نقلت “رويترز” عن مسؤولين أميركيّين وعن وثائق اطّلعت عليها، بيّنت، كذلك، أنّ ممر النقل البري سيشمل طريقًا سريعًا “وربّما يشمل قطارًا”.

    وتشمل الخطّة، التي ستبدأ بورشة المنامة، الأسبوع المقبل، بناء 179 منشأة ومشروعًا تجاريًا، جميعها خارج القدس المحتلّة، بشقّيها المحتل عام 1948 والمحتلّ عام 1967.

    وبحسب الوثائق التي اطّلعت عليها “رويترز”، فإنه سيتم استثمار 27 مليار دولار في الأراضي الفلسطينيّة خلال العقد المقبل، بينما سيتم استثمار 23 مليار دولار في مصر ولبنان والأردن، على أن تقام بعض من مشاريع تشغيل أهالي قطاع غزّة في شبه جزيرة سيناء المجاورة، “بسبب الاكتظاظ في القطاع”.

    شاركـنـا !
    
    التعليقات مغلقة.
    أخبار الساعة