رياض محمد
تكشف وثائق مراسلات الخارجية الامريكية التي سربها موقع ويكليكس الكثير عن مادار خلف الابواب المغلقة بعد تفجيرات بغداد في 19 اب 2009 التي ضربت وزارتي الخارجية والمالية واستشهد فيها اكثر من 100 عراقي وجرح اكثر من 560 اخرين.
ففي برقية مرسلة الى مقر وزارة الخارجية الامريكية ومؤرخة في 21 اب 2009 يروي السفير الامريكي كريستوفير هيل وقائع لقاء جمعه مع رئيس الوزراء العراقي الاسبق نوري المالكي في يوم 20 اب.
وفي اللقاء قال المالكي ان الانفجار الذي استهدف فندق الرشيد (على الاغلب يقصد انفجار وزارة الخارجية) كان محاولة لاغتياله لانه كان يحضر مؤتمرا هناك.
وقال المالكي انه استلم تقارير مخابرات تفيد بان هجمات اخرى ستحدث وان قوات الامن العراقية عثرت على كميات ضخمة من مادة السي فور المتفجرة وعربات مشبوهة. وانه امر قوى الامن بالبحث عن المشتبه بهم قبل الانفجارات وتم اعتقال البعض منهم.
كما طلب المالكي من السفير هيل تأجيل اطلاق سراح المعتقلين في المعتقلات الامريكية لان بعضهم ارهابيين مدربين.
وقال المالكي ان سيارة مفخخة ثالثة عثر عليها ويددو ان تفجيرها لم ينجح.
المثير ان المالكي كان في دمشق في يوم 18 اب 2009 ثم عاد لتضرب الانفجارات بغداد ثم وجه اتهامه للحكومة السورية بايواء المتسببين بالانفجارات في اراضيها.
وفي موضوع اخر اخبر المالكي هيل ان العائلة السعودية الحاكمة ارسلت شخصا مقربا منها يدعى عادل منديل للقاء المرجع الاعلى اية الله علي السيستاني ووجهت دعوة له لزيارة السعودية. وحث المالكي السفير هيل على لقاء السيستاني ايضا.
وفي وثيقة مؤرخة في 25 اب 2009 يقول الدبلوماسي الامريكي روبرت فورد في برقية اخرى الى مقر الخارجية الامريكية ان المالكي اتصل هاتقيا بالرئيس العراقي الراحل جلال الطالباني الذي كان في كوردستان وطلب منه العودة لبغداد على وجه السرعة بعد الانفجارات.
وان الطالباني الذي عاد لبغداد في يوم 23 اب 2009 طلب لقاء عاجلا مع السفير الامريكي هيل.الذي زاره في قصر السلام. وحينها روى له الطالباني ان المالكي قرر اقالة وزير الداخلية جواد البولاني ومسؤولين كبار اخرين على خلفية تفجيرات بغداد.
ويروي فورد ان الطالباني نظر الى هيل قائلا: “اريد نصيحتك: مالذي ينبغي فعله؟”
وكانت نصيحة السفير هيل انه بينما يرى ان من الضروري ان يتحمل المقصرون المسؤولية عن الانفجارات , فان اقالة مسؤولين كبار مثل البولاني وبشكل فوري ستخدم اهداف منفذي الانفجارات وان من المهم الان المحافظة على الوحدة الوطنية. كما طلب هيل من الطالباني تهدئة وزير الخارجية العراقي حينها هوشيار زيباري الذي كان يدعو الى اقالة المسؤولين الذي ادى تقصيرهم الى انفجارات بغداد.
وقد اقتنع الطالباني برأي السفير وحاجج به المالكي عندما التقاه فيما بعد. ومع هذا ظل المالكي مصرا على اقالة البولاني. وقد قال المالكي للطالباني انه طلب بشكل مباشر من البولاني بان يحرض على ان لا تمر اي سيارة حمل قرب وزارة الخارجية لكن البولاني تجاهل امر المالكي.
من جهة اخرى اجرى الدبلوماسي الامريكي بريت ماغورك سلسلة لقاءات مع مجموعة من السياسيين العراقيين المقربين للمالكي في نفس الاطار. وقد اشتكى هؤلاء – وكان احدهم النائب سامي العسكري – ان البولاني مشغول في حملته الانتخابيه على حساب واجباته الرسمية.
وفي نهاية الامر عدل المالكي عن قرار اقالة البولاني على مضض.
وفي وثيقة مؤرخة في 27 اب 2009 يقول هيل ان وزير الخارجية زيباري اخبر المسؤول السياسي في السفارة الامريكية ان حزب البعث جناح محمد يونس خطط وقدم الدعم اللوجستي لتفجيرات بغداد في حين نفذ التفجيرات اعضاء في تنظيم القاعدة.
وانه اتصل بنظيره السوري وليد المعلم وطلب منه تسليم محمد يونس وستار فرحان المتهمان بالتخطيط للتفجيرات وان المعلم رفض ذلك.
وفي وثيقة اخرى مؤرخة في 28 اب 2009 يقول السفير هيل في برقية اخرى لمقر الخارجية الامريكية انه وعلى الرغم من ان العراق اتهم جناح محمد يونس في حزب البعث بالمسؤولية عن التفجيرات فان مستشار المالكي السياسي صادق الركابي اخبر المسؤولين في السفارة الامريكية ان العراق يحتاج الى مزيد من المعلومات لربط التفجيرات بمحمد يونس.