وكالة اخبار وطن
وكالة عراقية مستقلة

انتخابات العراق: لمن الحق الدستوري في ترشيح رئيس الوزراء: للكتلة النيابية ام للكتلة الانتخابية؟

  • 16 مشاهدة
  • مارس 05, 2021

د. جواد الهنداوي

وفقاً للمادة ٧٦ الفقرة الاولى من الدستور الاتحادي العراقي ” يكلف رئيس الجمهورية مُرشّح الكتلة النيابية الأكثر عدداً بتشكيل مجلس الوزراء من تاريخ انعقاد الجلسة الاولى لمجلس الوزراء …”
مهمة رئيس الجمهورية ، ودستوريا ، هي تكليف مَنْ اختارته الكتلة النيابية الأكثر عدداً ، لم يجزْ الدستور لرئيس الجمهورية تقييم او رفض او حتى التداول بشأن المُرشّح . ولغرض احترام الدستور وتفادي التأويل والتفسير والمماطلة ،على الكتلة المذكورة إرسال كتاب الترشيح الى رئيس الجمهورية ، موقعاً من رئيس مجلس النواب ، يتضمن قرار الترشيح و اسم المرشح .
فرضَ الدستور ، و وفقاً للنص اعلاه ، الحق للكتلة النيابية وليس للكتلة الانتخابية في ترشيح رئيس الوزراء ، و وردَ في النص مصطلح ” الكتلة النيابية ” ، وهذا يعني الكتلة السياسية التي تألفّتْ وهي تحت سقف البرلمان ونالَ أعضاءها شرف القسم و العضوية في مجلس النواب .
تشكيل الكتلة النيابية الأكثر عدداً يتم بعد الانتخابات و بعد نيّل أعضاءها شرف الانتماء الى مجلس النواب كممثلي للشعب ، اما تشكيل الكتلة الانتخابية يتم عادة قبل الانتخابات .
مرّدُ هذا الحق الدستوري للكتلة النيابية وليس للكتلة الانتخابية قائم على اعتبار شرعية الكتلة النيابية بتمثيلها لارادة الشعب ،بعد دخولها مجلس النواب ونيل أعضاءها عنوان ” ممثلوا الشعب ” ، وعلى هذه الكتلة النيابية الأكثر عدداً ، واجب تمثيلها إرادة الشعب ، كل الشعب ، وليس فقط إرادة و مصالح أحزابها السياسية المؤلفّة للكتلة . اي ، بعبارة اخرى ، يقع على هذه الكتلة اختيار مُرّشح لرئاسة الوزراء قادر على تمثيل و رعاية مصالح الشعب ، وليس فقط مصالح الكتلة النيابية الأكثر عدداً .
نستنج مما تقّدم ، بعدم جواز إصدار قانون او نظام او تعليمات تخّصُ الانتخابات القادمة ، وتتضمن نصّاً يُجيز للكتلة الانتخابية الفائزة بالانتخابات ، و الأكثر عدداً ، حق ترشيح رئيس الوزراء . مثل هذا الإصدار سيكون مخالفاً للدستور ( المادة ٧٦ اولاً ) ، ومخالفاً ايضاً للتفسير الذي تبنتّة المحكة الاتحادية العليا بخصوص مصطلح ” الكتلة النيابية الأكثر عدداً ” في قرارتها المتخذة بتاريخ ٢٠١٩/١٢/٢٢ ، و بتاريخ ٢٠١٤/٨/١١ .

نقلا عن موقع الواح طينية

أخبار مشابهة

سوريا، ساحة مفتوحة للإرهاب ودور تركيا في هندسة الأمن الإقليمي

 مريم سليم تكتب-تشير التطورات الجارية في سوريا إلى مسار مقلق للغاية قد تكون له تداعيات...

الجزائر بلد هشام بوزرقون…. هادي جلو مرعي

 هي هكذا ولادة، ولايصيبها العقم، تلك الجزائر بلد المليون شهيد وملايين الثائرين، التي قدمت...