خامنئي غاضب من الفصائل الشيعية ويرفض محاولة الاغتيال.. رسائل للكاظمي في لقائه بقائد الحرس الثوري

    في الساعات الأولى من صباح يوم الأحد 7 نوفمبر/تشرين الثاني، تعرض رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، لمحاولة اغتيال نجا منها، بواسطة ثلاث طائرات بدون طيار حاملة للمتفجرات، انفجرت إحداها فوق منزله بالمنطقة الخضراء، شديد التحصين بالعاصمة العراقية بغداد، وتعاملت القوات الأمنية العراقية مع الطائرتين الأخيرتين.

     

    في مساء نفس اليوم، وبشكل مفاجئ، زار الجنرال إسماعيل قاآني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، العراق على وجه السرعة، في محاولة لإنقاذ البلاد من شبح الفوضى التي قد تترتب على محاولة اغتيال رئيس الوزراء العراقي. والتي لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن هذا الهجوم إلى الآن.

     

    رسالة داعمة من طهران للكاظمي

     

    على الفور من وصول الجنرال الإيراني إلى بغداد، التقى برئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بعيداً عن المنطقة الخضراء، بحسب مسؤولين عراقيين تحدثوا لـ”عربي بوست”، لتوصيل رسالة دعم من طهران ورفض لمحاولة اغتياله.

     

    يقول مسؤول عراقي ومقرب من رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، كان حاضراً لهذا الاجتماع، لـ”عربي بوست”، “قال الجنرال قاآني للسيد الكاظمي إن القيادة العليا الإيرانية ترفض وتستنكر تماماً محاولة اغتياله، مؤكداً على أن طهران لم تكن على علم بهذا الهجوم، وإلا كانت ستوقفه على الفور”.

     

    وبحسب المصدر ذاته، فإن قائد فيلق القدس، إسماعيل قاآني، عرض على رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، المساعدة في التحقيقات التي تجريها الحكومة العراقية لمعرفة الجناة الضالعين في محاولة اغتيال الكاظمي.

     

    كما قال مصدر من الجانب الإيراني، وكان أحد الأفراد المصاحبين للجنرال قاآني في زيارته لبغداد، لـ”عربي بوست”، “أخبر الكاظمي الجنرال قاآني بأنه يعرف بالتحديد من هم الجناة، وأطلعه على تفاصيل التحقيقات، فيما أكد قاآني للكاظمي أن طهران تقف وراء الحكومة العراقية، وتدعمه، كما أنها تدعم قراره في محاسبة الجناة، والكشف عن هويتهم أمام الشعب العراقي”.

     

    توبيخ إيراني للفصائل المسلحة العراقية

     

    بعد أن قدم قاآني الدعم المطلوب، وقام بإيصال رسائل القيادة العليا الإيرانية المتمثلة في المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، لرئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، الذي كان قد حصل على دعم من قبل المرشد الإيراني سابقاً في محاولة من الكاظمي لتأمين ولاية ثانية.

     

    ذهب الجنرال الإيراني، للاجتماع بقادة الفصائل المسلحة الشيعية العراقية المتحالفة مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، والتي تعمل تحت مظلة الحشد الشعبي الذي تم تأسيسه في عام 2014، لقتال تنظيم الدولة الإسلامية.

     

    وبحسب قائد في فصيل كتائب حزب الله، أهم وأقوى الفصائل المسلحة العراقية المتحالفة مع إيران، فإن الاجتماع تم في منزل هادي العامري، رئيس تحالف فتح السياسي، الذي تكبد خسائر فادحة في الانتخابات البرلمانية العراقية، التي تم إجراؤها يوم 10 أكتوبر/تشرين الأول 2021، التحالف الذي يضم الأجنحة السياسية الشيعية المرتبطة بالفصائل المسلحة المدعومة إيرانياً، بحضور أغلب قادة الفصائل، بالإضافة إلى رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي (2005-2014).

     

    يقول القائد شبه العسكري، لـ”عربي بوست”، “كان الجنرال قاآني غاضباً للغاية، وأبلغ قادة فصائل المقاومة بأن القيادة الإيرانية غاضبة جداً، وبشكل خاص المرشد الأعلى”.

     

    عادة ما تشير الفصائل المسلحة الشيعية العراقية، والتي تعتبر جزءاً من هيئة الحشد الشعبي وتتلقى رواتبهم من الحكومة العراقية، إلى أنفسهم باسم “فصائل المقاومة”، لانضمامهم إلى محور المقاومة الذي تقوده الجمهورية الإسلامية الإيرانية في المنطقة.

     

    وبحسب زعيم سياسي شيعي بارز مقرب من إيران، تحدّث لـ”عربي بوست”، كان من ضمن الحاضرين لاجتماع الجنرال قاآني مع قادة الفصائل المسلحة الشيعية، فإن “قاآني قام بتوبيخ القادة، قائلاً إن تصرفاتهم واستهداف الكاظمي تخطى كل الخطوط الحمراء”، لكن الأمر الأكثر أهمية من التوبيخ كان التهديد بسحب الدعم الإيراني من الفصائل المسلحة العراقية المتحالفة مع طهران.

     

    يقول الزعيم السياسي الشيعي لـ”عربي بوست”، “قام الجنرال قاآني بتهديد قادة الفصائل بأنه في حال الاستمرار في العناد، وزعزعة استقرار البلاد، وعدم الرجوع إلى طهران ولاسيما الحرس الثوري الإيراني، في القرارات الهامة، فإن طهران تهدد الفصائل العراقية المتحالفة معها، بسحب دعمها المالي والعسكري، والتعاون مع جماعات جديدة تقوم بتأسيسها من البداية إذا لزم الأمر”.

     

    وضع التهديد الإيراني الفصائل المسلحة العراقية في مأزق كبير، خاصة أنها تعاني من الخسارة الكبيرة، بعد أن حصل تحالف فتح الذي يضم الأجنحة السياسية لهذه الفصائل، على عدد مقاعد لم يتعدَّ الـ17 مقعداً، بعد أن حصلوا على 48 مقعداً من أصل 329 مقعداً في البرلمان العراقي، في الانتخابات السابقة لعام 2018. التي تم إجراؤها بعد انتصار هذه الفصائل على تنظيم الدولة الإسلامية، في شهر ديسمبر/كانون الأول عام 2017.

     

     

    شاركـنـا !
    
    التعليقات مغلقة.
    أخبار الساعة