قبل أيام من اليوم العالمي لإحياء ذكرى الهولوكوست (27 يناير)، يبدو أن قوات الاحتلال قررت أن تحتفل به على طريقتها الخاصة.
فقامت تلك العصابات التي تسمى اصطلاحا بقوات “وزارة الدفاع” باقتحام دموي وهمجي على مخيم جنين بالضفة الغربية، أدى حتى اللحظة إلى وقوع أحد عشر شهيدا وعشرات الإصابات بين أهلنا في جنين، حيث حاصرت القوات المخيم وأغلقت مداخله كافة وأطلقت الرصاص الحي بهدف القتل بدم بارد، ومنعت الطواقم الطبية وسيارات الإسعاف من الوصول للجرحى، وتركتهم ينزفون وهم على الأرض حتى الموت. كما اعتدت بقنابل الغاز المسيل على مستشفى جنين، في صورة تعبر عن عجرفة وإجرام الاحتلال وإصراره على تصعيد الأوضاع، ما يهدد بتفجيرها بالكامل.
وصل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى المنطقة في محاولة لوقف أعمال العنف، والتقى رئيس وزراء أكثر حكومة يمينية في تاريخ إسرائيل بنيامين نتنياهو، ومن المتوقع أن يلتقي في رام الله بالرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال زيارته التي تستمر حتى الثلاثاء القادم.
أعلنت الرئاسة الفلسطينية من جانبها على لسان الناطق باسمها نبيل أبو ردينة عن قرارها بوقف التنسيق الأمني مع حكومة الاحتلال الإسرائيلي، وطالبت الإمارات والصين وفرنسا عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي من أجل بحث التطورات التي وقعت في مخيم جنين.
حذرت مصر وأدانت العدوان الإسرائيلي ودعت إلى الوقف الفوري لهذه الاعتداءات على المدن الفلسطينية، التي تهدد بخروج الأوضاع الأمنية في الضفة الغربية عن السيطرة، محذرة من تداعياتها الخطيرة على الأمن والاستقرار في الأراضي الفلسطينية المحتلة والمنطقة.
وقد شهدت الضفة الغربية المحتلة يوم الخميس إضرابا شاملا حدادا على أرواح الفلسطينيين الذين قتلوا برصاص الجيش الإسرائيلي، فيما أعلنت القوى الوطنية والإسلامية والفعاليات الشعبية في مختلف محافظات الضفة الغربية في بيانها “الإضراب الشامل حدادا على أرواح شهداء جنين، الذين ارتقوا في عدوان دموي واسع ارتكبته قوات الاحتلال على المدينة والمخيم”.
كذلك أدانت جامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي العدوان الإسرائيلي بأشد العبارات، وذكر موقع الجامعة أن الأمين العام أحمد أبو الغيط يدين “بأشد العبارات عملية اقتحام مدينة ومخيم جنين التي تباشرها قوات الاحتلال الإسرائيلي”، فيما قال المتحدث باسم الأمين العام جمال رشدي إنه “يتابع التطورات في الأراضي المحتلة بقلق بالغ، مستنكرا حالة الصمت الدولي حيال ما يجري، والتي تكشف ازدواجية فاضحة في المعايير وتواطؤا مرفوضا ومستهجنا”.
واعتبر أبو الغيط “الصمت على اقتحام المناطق السكنية والمستشفيات وقتل الفلسطينيين على هذا النحو المشين الذي نشهده في جنين يهدد بتفجير الأوضاع في الأراضي المحتلة وإطلاق العنان لدائمة جهنمية من العنف”.
كما أدان الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي نايف فلاح مبارك الحجرف استمرار الاقتحامات الإسرائيلية للمدن الفلسطينية المحتلة والاعتداءات المتكررة عليها، وآخرها العدوان على مدينة جنين بأشد العبارات، داعيا المجتمع الدولي إلى “التدخل العاجل ضد هذه الجريمة النكراء والمستمرة بحق أبناء الشعب الفلسطيني، وتوفير الحماية لهم”.
ودعت الكويت المجتمع الدولي للتحرك السريع لوقف الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة ضد الشعب الفلسطيني وتوفير الحماية الكاملة له.
كذلك دعت سلطنة عمان المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته ضد التصعيد الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني ودعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وإنهاء الاحتلال وتحقيق السلام العادل والشامل.
بدوري أتوجه بنداء عاجل إلى جامعة الدول العربية بذات الفكرة التي كنت قد طرحتها من قبل، تخليدا لشهدائنا الأبرار الذين ترقوا في جنين، أن تعلن هذا العام عام فلسطين، وأن توجه نداءً إلى العالم أجمع اليوم أو غداً للتضامن مع نضال الشعب الفلسطيني وتشكيل وفد عربي رفيع المستوى برئاسة الرئيس الفلسطيني محمود عباس لإجراء مباحثات فورية مع ممثلي اللجنة الرباعية الدولية للتسوية الفلسطينية: روسيا والولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة.
في سياق الملف الأوكراني أود الإشارة إلى أن تصريح نائبة وزير الخارجية الأمريكي فيكتوريا نولاند أمام مجلس الشيوخ الأمريكي بأن الولايات المتحدة الأمريكية لن يكون لديها الوقت الكافي لإرسال دبابات “أبرامز M1” إلى أوكرانيا بحلول الربيع، وأنها لن تشارك في هجوم الربيع. وأود بهذا الخصوص أن أشد على يد السيدة نولاند، لأنه بالفعل لن تشارك هذه الدبابات في الهجوم لأنه لن يكون هناك هجوم بالأساس في الربيع، وسوف تنتهي العملية العسكرية الروسية الخاصة قبل تفتح أزهار الربيع المقبل، وستنجز روسيا كافة مهام هذه العملية، وحينها يكون لكل حادث حديث، والولايات المتحدة الأمريكية وحلف “الناتو” يدركون تماما ما أتحدث عنه، كما يدركون أن استمرارهم على النهج الذي يسيرون عليه يعني أن روسيا سوف تعلن، في نهاية المطاف، الحرب عليهم، ويعني أيضا أن كل دباباتهم ومطاراتهم ستدمر عن بكرة أبيها، وأكرر ما ذكرته سابقا بأن كل ما يتخذونه الآن من إجراءات، وما يرسلون من دبابات، بأي أرقام كانت، 14 دبابة من هنا و30 دبابة من هناك، ليس سوى تمهيد لبدء الخروج ولو بما تيسر من ماء الوجه للتمويه على الهزيمة التي لحقت بهم.
فروسيا غير قابلة للهزيمة..
والشعب الفلسطيني هو الآخر لا يقهر..
هكذا يعلمنا التاريخ.
في نهاية المقال أود أن أسرد أسماء الشهداء الذين ارتقوا حتى الآن في جنين اعتزازاً وتمجيداً لهم.
المجد للشهداء.
الشهيد نور غنيم من برقين
الشهيد معتصم أبو الحسن
الشهيد حمودي الواشي
الشهيد عز الدين
الشهيد عمر السعدي
الشهيد عبد الله الغول
الشهيد حمودي الشقي
الشهيد صائب أزريقي
الشهيدة أم زياد
الشهيد عز الدين صلاحات
رحم الله شهداءنا الأبرار.