جرف الصخر وهي احدى نواحي محافظة بابل، وتبعد عن بغداد بحوالي 60 كيلو متر، وعلى بعد 16 كيلو متر من مدينة المسيب، تبلغ مساحتها الكلية حوالي 50 كيلو متر، ويسكنها نحو 140 الف نسمة اغلبية ساكنيها من الفلاحين، نظرا لموقعها المتميز على يمين نهر الفرات، واشتهارها بزراعة العديد من المحاصيل الزراعية والحبوب،
وبالرغم من هذه المميزات التي اكتسبتها هذه الناحية، الا انها كانت حبيسة الاهمال طوال السنين الماضية، ولاسيما بعد الاحتلال الامريكي للعراق، حتى اصبحت بسبب ضروف الاهمال الى بيئة خصبة لنشوء الجماعات الارهابية المتطرفة، كما ان موقعها الحغرافي ووقوعها بين بغداد والانبار وكربلاء، جعل منها وجهة للعديد من التنظيمات السنية، حيث انها كانت الجسر الحيوي الذي يمد هذه الجماعات بالامدادات القادمة من الانبار الى بغداد، وكانت المعبر الاساسي للعديد من المفخخات نحو بغداد وكربلاء،
شهدت هذه الناحية تأسيس العديد من الجماعات التكفيرية ابتداءا من تنظيم القاعدة وانتهاءا بتنظيم داعش، الذي جعل من هذه الناحية قاعدة لتهديد كربلاء المقدسة معقل التشيع في العراق، حساسية هذه المنطقة وخصوصيتها الجغرافية اجبرت الحكومة العراقية المتسلحة بقوات الحشد الشعبي على ايكال اهمية قصوى لتحرير هذه الناحية، وهو ما حدث فعلا بعد اشهر قليلة من احكام داعش قبضته عليها، وصرح رئيس الوزراء حينها ان تحرير جرف الصخر هو البوابة نحو تحرير العراق، بعد تحرير هذه المنطقة بقيت شوائب التنظيمات الارهابية مترسبة في هذه الناحية، مما اجبر القوات الماسكة للارض على اخلاء هذه الناحية واغلاقها، هذا الاجراء كان بمثابة قطع ذراع الداعش الممدود نحو بغداد وكربلاء، وايقاف جميع الامدادات التي تصل الى خلايا داعش المتواجدة في العاصمة، كما انها اوقفت سيل المفخخات والتهديدات الامنية التي كانت تأتي من هذه الناحية، وبعد تطهير هذه الناحية تم اعادة الاهالي اليها، والان وبعد ٩ اعوام من التحرير، عادت خلايا داعش السياسية بالمطالبة بهذه الناحية بحجة اعادة نازحيها، رغم ان العمل على اعادة اهاليها الغير متعاونين مع داعش يجري على قدم وساق، هذه المطالبات الباطلة ما هي الى مساع لاعادة داعش مرة اخرى، وابتزاز سياسي لحكومة السوداني حديثة النشأة.