يوم القدس العالمي هو اليوم الذي دعى له الامام الراحل روح الله الخميني، في الجمعة الاخيرة من شهر رمضان المبارك، دعما للقضية الفلسطينية والتي عدها الامام الراحل قضية الاسلام المركزية،
ومنذ ذلك الحين اصبح يوم القدس تقليدا ثابتا يقام في كل عام في اغلب الدول الاسلامية، ولاسيما دول محور المقاومة التي تؤمن ايمانا قطعيا بقضية القدس واحقية فلسطين بدولتهم التي استولى عليها الكيان الغاصب،
ومنذ ٤٠ عاما ولا زالت قضية القدس ويومها العالمي عالق في اذهان الاحرار، بل ان هذا الموروث الاسلامي يزداد بريقا في كل عام،
ولكن هذا العام كان مختلفا تماما عن الاعوام السابقة،
حيث ان يوم القدس هذه السنة جاء بالتزامن مع انتصارات عظيمة لجبهة المقاومة على الصعيد السياسي والعسكري، يقابل هذه الانتصار انكسار كبير لجبهة العدو العسكرية وتوترات وانقسامات على الصعيد السياسي والاجتماعي، ففي الجانب العسكري فقد كانت صواريخ المقاومة الاسلامية القادمة من لبنان وفلسطين وسوريا تمطر الاراضي المغتصبة بوابل من النيران التي تصيب الاهداف بكل دقة، وتحطم اسطورة “القبة الحديدة” التي وقفت عاجزة امام هذا السيل من الصواريخ، كما ان الرد الهزيل الذي اعقب هذه الهجمات كشف مدى ضعف وتخبط وترهل الترسانة العسكرية للكيان الغاصب، حيث ان الرد اقتصر على مزارع غير مأهولة وبنيات متروكة كانت يعتقد انها كانت تشغل من قبل المقاومة قبل عدة سنين، هذا الانهزام العسكري رافقه توتر امني داخلي لم تشهد اسرائيل طيلة الاعوام الماضية، حيث اجتاحت التضاهرات اغلب مدن الكيان الصهيوني، بالاضافة الى الانقسامات السياسية وقرب الاطاحة بنتنياهو،
كما ان التقارب الخليجي الايراني واتجاه دول الخليج نحو القطب الاخر المتمثل بروسيا والصين وايران، كان بمثابة الخنجر في قلب المشروع الصهيوني ومساع التطبيع، فكل مساعيهم الرامية لابعاد العرب المسلمون من ايران قد بائت بالفشل،
اما على صعيد الجبهة العراقية فقد سبق يوم القدس تغيرات محورية كبيرة اهمها القضاء على شبكة من الموساد في شمال العراق، واقرار قانون تجريم التطبيع، وكسر شوكة الارادة الامريكية التي تعد الوجه الاخر لاسرائيل، كل هذه المتغيرات ساهمت بشكل كبير في اضعاف هذا الكيان المؤقت، وحركت عقارب ساعة زوال اسرائيل.