إعداد: بريهانت مهدي
العنف الأسري يشير إلى أي نوع من أنواع السلوك العدواني أو الضار الذي يحدث بين أفراد أسرة واحدة، ويستهدف شخصًا معينًا داخل الأسرة. وعادةً ما يكون العنف الأسري نتيجة لتفشي النزاعات والتوترات والعقاب الجسدي أو العاطفي المفرط داخل الأسرة.
يشمل العنف الأسري أشكالًا مختلفة من العنف، مثل الضرب والضرب بالأدوات، والإيذاء الجسدي أو النفسي للأبناء أو الشريك، والتهديد بالعنف أو القتل، والإهمال العاطفي أو المادي، والاعتداء الجنسي داخل الأسرة.
تعتبر العنف الأسري ظاهرة خطيرة ومدمرة، وتؤثر بشكل سلبي على صحة ورفاهية الأفراد المتضررين، وتنطوي على انتهاك لحقوق الإنسان الأساسية.
يتعين اتخاذ مجموعة شاملة من الإجراءات التي تشمل التوعية والتدريب وتعزيز الدعم القانوني والاجتماعي.
ماهي أسباب العنف الأسري؟
تعد أسباب العنف الأسري متعددة ومعقدة، وتختلف من حالة إلى أخرى. ومع ذلك، هنا بعض العوامل التي قد تسهم في حدوث العنف الأسري:
1. عوامل نفسية وعاطفية: مثل عدم التوافق العاطفي بين أفراد الأسرة، والغضب والإحباط الزائدين، والتوتر والإجهاد النفسي.
2. الإدمان والتعاطي مع المخدرات: قد يؤدي التعاطي مع المخدرات أو الإدمان إلى تدهور العلاقات العائلية وزيادة فرصة حدوث العنف الأسري.
3. عوامل اقتصادية واجتماعية: مثل الفقر والبطالة وضغوط الحياة المالية، وعدم التوازن بين الأدوار العائلية والمهنية، والتوترات الناجمة عن التغيرات الاجتماعية والتقاليد الثقافية.
4. الثقافة والتقاليد: بعض الثقافات قد تسمح بممارسات تعزز العنف الأسري أو تبرره. قد يكون للقيم والمعتقدات السائدة حول السلطة والجندر دور في تعزيز العنف الأسري.
5. العوامل العصبية والوراثية: بعض الأبحاث تشير إلى أن بعض الأشخاص قد يكونون أكثر عرضة للسلوك العدواني نتيجة لعوامل نفسية ووراثية.
مهمٌ جدًا أن نفهم أن هذه العوامل لا تبرر بأي حال من الأحوال العنف الأسري. لكن فهمها يمكن أن يساعد في تطوير استراتيجيات الوقاية منه وعلاجه.
هنا بعض النصائح التي يمكن أن تساعد في حل هذه المسألة:
1. التوعية والتثقيف: يجب على المجتمع تعزيز الوعي حول العنف الأسري، بما في ذلك تعريفه وأنواعه وآثاره السلبية. من خلال التثقيف والتوعية، يمكن للأفراد أن يتعلموا كيفية التعرف على علامات العنف وأن يدركوا أن العنف غير مقبول وأنه يتعين التبليغ عنه.
2. توفير الدعم: يجب على المجتمع توفير الدعم اللازم للضحايا من خلال توفير مراكز الاستضافة والملاذ الآمن والرعاية الصحية والدعم النفسي والاجتماعي. يمكن أن توفر الجمعيات والمؤسسات غير الحكومية أيضًا المساعدة والنصح للضحايا.
3. العمل القانوني: يجب أن يكون هناك نظام قانوني فعّال لمكافحة العنف الأسري ومحاسبة المرتكبين. يجب أن تتوفر إجراءات قانونية سريعة وفعّالة لحماية الضحايا وتقديم العدالة لهم.
4. توفير التدريب: يتعين على العاملين في قطاعات مختلفة مثل الشرطة والقضاء والخدمات الاجتماعية والصحة تلقي التدريب اللازم للتعرف على حالات العنف الأسري والتعامل معها بطريقة ملائمة ومهنية.
5. تشجيع الإبلاغ: يجب تشجيع الضحايا والشهود على الإبلاغ عن حالات العنف الأسري. ينبغي أن تكون هناك آليات آمنة ومحمية تمكن الأفراد من التبليغ دون خوف من الانتقام أو التهديد.
6. التغيير الثقافي: يجب أن يعمل المجتمع بأكمله على تغيير الثقافة المساهمة في العنف الأسري. يتعين تعزيز القيم مثل المساواة واحترام الحقوق وتعزيز العلاقات الصحية وغرس الثقة في مجتمعاتنا.
يعمل التحسين الشامل والإجراءات المبكرة على تقليل حالات العنف الأسري وحماية الضحايا. يتعين على الحكومات والمجتمعات والفرد العمل معًا للقضاء على العنف الأسري وبناء مجتمع أكثر أمانًا وصحة.
ما هي الإجراءات التي يجب أن يتخذها الضحية للدفاع عن نفسه في حال تعرض للعنف الأسري؟
هذه بعض الإجراءات التي يمكنك اتخاذها للدفاع عن نفسك:
1. تأمين سلامتك الشخصية: حاول البقاء في أماكن آمنة بعيداً عن المصدر المعنف وتجنب المواقف المحتملة للتصعيد العنفي. إذا کان هناک خطر حقيقي علي سلامتک ، فافكر في مغادرة المکان والبحث عن مأوى آمن.
2. اتصل بالشرطة أو السلطات: إذا وجدت نفسك في وضع طارئ أو تحت تهديد فوري للأمان الشخصي، قم بالاتصال بالشرطة أو السلطات المحلية للحصول على المساعدة الفورية.
3. الاتصال بمنظمات محلية: يوجد العديد من المنظمات غير الحكومية ومراكز الاستضافة والمساعدة المختصة في دعم الضحايا من العنف الأسري. اتصل بأحد هذه المنظمات للحصول على المشورة والدعم اللازم.
4. قم بتوثيق الأدلة: قد تكون هناك حاجة لتوثيق الأدلة على التعرض للعنف الأسري. قم بتجميع الأدلة المتاحة مثل الصور أو الرسائل أو الشهود، واحتفظ بها بأمان. قد يكون لديك حاجة لهذه الأدلة في المستقبل أثناء اتخاذ الإجراءات القانونية.
5. طلب الدعم النفسي والاجتماعي: التعرض للعنف الأسري يمكن أن يترك آثاراً نفسية وعاطفية. قد تحتاج إلى البحث عن دعم من المتخصصين في الصحة النفسية أو خدمات الإرشاد والمساعدة الاجتماعية لمساعدتك في التعامل مع تلك الآثار.
6. الاتصال بأفراد الدعم: يجب أن تتواصل مع الأشخاص الذين تثق بهم وتشعر بالأمان في حالات العنف الأسري. يمكن لهؤلاء الأشخاص أن يقدموا الدعم والمشورة والمساعدة في الوقت الضائع.
من المهم البقاء قوياً ومستمراً في السعي لحماية نفسك من العنف الأسري. لا تتردد في التواصل مع المؤسسات والأفراد المختصين للحصول على المساعدة والدعم اللازم.
في حال لو رأيت شخص ما تعرض للعنف الأسري ماذا يجب أن تفعل ؟
إذا رأيت شخصًا يتعرض للعنف الأسري، فهناك عدة خطوات يمكن أن تتخذها للمساعدة:
1. حافظ على سلامتك: تأكد من أنك في مكان آمن ولا تتخذ أي إجراءات قد تعرضك للخطر.
2. قدم الدعم العاطفي: تحدث بلطف واهتمام مع الشخص المعنف وأبدِ استعدادك للمساعدة. عرض له الشعور بالاهتمام والتضامن.
3. توجيههم للدعم المتاح: أعلمهم بأن هناك مؤسسات ومنظمات تهتم بمساعدة ضحايا العنف الأسري، مثل مراكز الاستشارة والملاذ الآمن وخطوط الدعم الهاتفية. اعطهم المعلومات التي قد تحتاجها للوصول إلى تلك المصادر.
4. أبلغ الجهات المختصة: إذا كنت قلقًا بشأن سلامة الشخص المعنف، فقدم تقريراً للشرطة أو السلطات المحلية. ستتولى هذه الجهات التحقيق وتقديم الدعم اللازم.
5. حافظ على سرية المعلومات: تأكد من عدم مشاركة أي معلومات متعلقة بالشخص المعنف دون إذنهم. الخصوصية مهمة للحفاظ على سلامتهم.
من الضروري أن تكون حذرًا وعاطفيًا في تعاملك مع الشخص المعنف. إذا كنت غير متأكد من الخطوات التي يجب اتخاذها في حالات العنف الأسري، يمكنك التواصل مع مركز الاستشارة المحلي أو خط المساعدة للحصول على مشورة إضافية.