حازم أحمد فضالة
سنعرض أهم المحاور التي تكلم بها السوداني بلقائه مستشار الأمن القومي الأميركي (جيك سوليفان)، على هامش (منتدى دافوس الاقتصادي)، مع قراءتنا وتحليلنا للمَحاور، التي نوازن بينها وبين البيانات التي أصدرتها مؤسسات الحكومة العراقية؛ بشأن القصف الإيراني لمراكز الموساد والإرهاب الدولي في أربيل.
مَحاور السوداني مع جيك سوليفان:
1- توكيد السوداني بدء أعمال اللجنة الثنائية الخاصة بمراجعة وجود (التحالف الدولي) في العراق… والبحث في صياغة جدول زمني؛ لإنهاء مهمة (التحالف الدولي)، والانتقال إلى علاقات ثنائية شاملة مع دول التحالف.
2- شدد السوداني، في اللقاء، على رفضه أي عمل ينتهك سيادة العراق، والرد عليه قصدًا، ولا سيما الاعتداء الأميركي الأخير الذي حصل في بغداد.
3- أشار السوداني، إلى الاضطرابات التي تشهدها المنطقة؛ بسبب استمرار الحرب العدوانية على غزّة، مؤكِّدًا أنَّ استقرار المنطقة، ومحاولات الحدِّ من اتساع الصراع؛ تبدأ من وقف حرب الإبادة التي تستهدف الشعب الفلسطيني، وتنتهك القانون الدولي.
انتهى
نموذج من بيانات مؤسسات الحكومة العراقية:
1- وزارة الخارجية العراقية: كانت وزارة الخارجية قد أصدرت بيانًا شديد اللهجة موجَّهًا على الجمهورية الإسلامية، إذ استعملت التوصيفات والعبارات مثل: (العدوان الإيراني… قصف أماكن سكنية آمنة… وقوع ضحايا من المدنيين… قصف دور سكنية… عدوانًا على سيادة العراق… )
إجراء وزارة الخارجية: سوف ترفع شكوى إلى مجلس الأمن الدولي على إيران.
2- نقابة المحامين العراقيين: أصدرت بيانها الذي ذكرت به التوصيفات والعبارات مثل: (القصف الصاروخي الغاشم الذي استهدف المواطنين المدنيين في محافظة أربيل… انتهاكًا صارخًا للسيادة العراقية… التنديد بوقاحة هذه الأفعال… تهدد علاقات السلام وحسن الجوار بين البلدين… العراق ليس ساحة تصفية حساب أو طرف في أي صراع دولي… )
إجراء نقابة المحامين: تساند وزارة الخارجية العراقية، في إقامة شكوى في مجلس الأمن الدولي على إيران.
التحليل:
1- إنَّ وزارة الخارجية، ونقابة المحامين العراقيين، صعَّدَتا لهجة الخطاب على الجمهورية الإسلامية، دون أن تعلما رأي السيد (رئيس الوزراء) في هذا الحدث، وهذه نقطة سلبية تُسَجَّل خصوصًا على نقابة المحامين، لأنَّ وزير الخارجية كردي بارزاني أساسًا.
2- كان خطاب السيد السوداني في دافوس، الذي وجهه إلى مستشار الأمن القومي الأميركي، خطابَ رجل الدولة القوي، إذ افتتح الكلام بإخراج ما يسمى (قوات التحالف الدولي)، وهذا هجوم دبلوماسي صلب؛ لأنه لم يفتتح الكلام بمهاجمة إيران، أو الدفاع عن نفسه.
3- تكلم السوداني بشجاعة بوجه الأمن القومي الأميركي، إذ أفهمه أنَّ أميركا هي التي تعتدي على العراق، وتنتهك سيادته؛ خصوصًا عدوانها الأخير في بغداد. والسوداني هنا يتكلم عن العدوان الأميركي على المقاومة الإسلامية حركة النجباء في بغداد/ شارع فلسطين، علمًا أنَّ أميركا تصنِّفهم حركة إرهابية، لكن! السوداني هنا يرفع مستوى تصعيد الدبلوماسية الصلبة بوجه أميركا.
4- انطلق السوداني من مبدأ المشكلة الأمنية المعقدة وأصلها في المنطقة، وهي: (حرب الكيان الصهيوني على غزة)، كما انطلق السوداني في المحور الأول من أصل المشكلة الأمنية في العراق وهي: (قوات التحالف الدولي)؛ وهنا السوداني حاصر الأميركي وأفهمه أنَّ وجود الإرهاب الذي تدعمونه في العراق والمنطقة، ووجود مراكز الموساد، وحصاركم لفلسطين وحربكم عليها، هذا الذي يجب أن ينتهي؛ لأنه أصل المشكلة، أما القصف الإيراني ودور المقاومة، فهو تحصيل حاصل بالضرورة. وهذه بلاغة الدبلوماسية الصلبة لدى السوداني.
5- المطلوب من كل مؤسسات الحكومة العراقية، أن تتعلم من السوداني (رئيس الوزراء) فَنَّ الدبلوماسية الصلبة، والانتقال بها إلى مرحلة جديدة متقدمة من الخطاب السياسي والدبلوماسي.