خلال رحلتنا في الحياة، توصلنا الى حقيقة أن حياتنا ستنتهي في النهاية. في حين أننا لا نعرف شيئًا مؤكدًا عما يحدث لمن نتركهم بعدنا ، معتمدين على تفسير ان الموتى يعرفون كل شىء عن الاحياء وكأننا نتصور من هو ميت واجبه المراقبة فقط ، وهذا لم يحدد انسان متوفي معين عالرغم من ان هناك اراء حول عالم الاخرة من عذاب ونعيم قبل يوم القيامة ، فكيف الذي هو في العذاب أوالنعيم في القبر يتابع اهله وما يجري عليهم ، وكلنا نعلم ان جميع من يعرفهم سيلتحقون به في العالم الاخر ، فالسؤال المُحير ماذا يفعل بعد ان يلتحق به جميع من يعرفهم ويبقى بلا ذاكر؟ لذلك الخوض في هذا الموضوع والتعمق يحتاج الى فلسفة عميقة فدعونا ننظر للموت وفق مايدور في حياتنا اما بعد الموت فيمكن ما يكتب عنه اشبه بمن يأخذ صور فضائية لكوكب معين عن بعد الاف اواكثر من الكليومترات والاميال ويقول ان الكوكب يحتوي كذا وكذا في حين من يوصف وصفا دقيقا هو كل من يصل الى ذلك الكوكب ، لذا فان أفضل من يصف عن ماذا بعد الموت؟ هو من انتقل الى العالم الاخر ، فاغلب معلوماتنا عن العالم الاخر تعتمد على المنامات او الرؤيا في المنام عن ذلك العالم لنرى بعض ماجرى لمن مات وقد يصدق او يكذب التفسير .ولكن الامر الذي لانقاش فيه ان كل من يموت يبعث مرة اخرى للحساب ولاتقبل التشكيك . { ثم إنكم يوم القيامة تبعثون }(المؤمنون: 16)
إن الموت يمثل وجهة لا مفر منها في طريق كل إنسان، والتي يمكن أن تكون يقينًا مريحًا أو تهديدًا وشيكًا، اعتمادًا على كيفية نظرتك إليه.
وان الإيمان باليوم الآخر ركن من أركان الإيمان.. وسبب لرسوخ القلب في العرفان.. وكثيرًا ما يَقْرِن الله تعالى بين الإيمانِ به والإيمانِ باليوم الآخر،{ذلكم يوعظ به من كان يؤمن بالله واليوم الآخر} ( الطلاق2 )، {يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ } ( آل عمران 114)،
فالموت ليس نهاية الحياة.. بل هو بداية رحلة طويلة إلى الدار الآخرة.. ومن مات قامت قيامته،
فالموروث الشعبي يحرك خلود الانسان من نفسه بتصور رمزي اعتمادا على وجود الابناء ،إن فكرة النفس الخالدة بمنطق الدين والحياة جسديا لايمكن ان تستمر الى ما لانهاية ، كما اشارت الاية القرآنية الكريمة {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ} (الرحمن:26-27)
وفي الإرث الشعبي يقال ( الخَلَف ما مات ) وقصة هذا المثل ترتبط بالشيخ عبدالله الحمد الزامل الذي
يملك مجموعة الزامل إلى مدينة عنيزة الزراعية الصغيرة في المنطقة الوسطى من المملكة العربية السعودية ، اذ ولد المؤسس الشيخ عبد الله الحمد الزامل (1897 – 1961). كرجل أعمال طموح ، كان يدير أول شركة تجارية له في البحرين في سن ال 19. وبحلول العشرينات من القرن العشرين ، أنشأ كيان تجاري ناجح في مملكة البحرين. فعندما توفى قبل ستة عقود رحل وله عدد من الأبناء والبنات الذين ساروا على نهج والدهم وجدهم في فعل الخير وكانت لهم بصمات واضحة في هذا المجال أينما ارتحلوا وحلوا، وانطبق على الراحل الشيخ عبدالله الزامل المثل الشعبي المذكور انفاً فلكل عمل خير يقوم به الأبناء يعود ثوابه إلى من فعله وإلى من ربى الأبناء على فعل حب الخير والتلذذ بفعله وفعلاً من خلف (الشيخ محمد وحمد وسليمان وخالد ومعالي المهندس عبدالعزيز والشيخ أحمد وفهد وأديب ووليد وزامل وتوفيق وعبدالرحمن أبناء عبدالله الحمد الزامل) لم يمت..!
وانا اقول يمكن الخلف مات .لان الحديث الشريف . اذا مات الإنسان انقطع عمله .الا عن صدقة جارية او علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له …هكذا يخلد الإنسان وليس مجرد ان يتزوج ويكون لديه اولاد وننسى إحدى ثلاثية الحديث الولد الصالح .اي ان شرط القبول ان يكون من ولد صالح يدعو له..ان الله لايتقبل الا من المتقين..أما وجود اولاد وهم غير صالحين فأن المثل الشعبي يتحول الى خَلف ومات ..لذلك التركيز على صلاح الأبناء وتربيتهم التربية الصحيحة ربما يدعون لابيهم بدعوة وقيامهم باعمال الخير هذا الاعمال تعود اثارها على ابيهم مابعد الموت وكانه على قيد الحياة . أما الثنائية الأخرى علم ينتفع به .فلايكلف الله نفسا إلا وسعها ربما لايقدر ان يورث هذا العلم كل واحد منا .أما الاخيرة صدقة جارية لاينفذها الا ذو حظ ٍعظيم مَنَ الله عليهم بالرزق .وهناك من يركض ويسابق على الدنيا وينسى الآخرة فهؤلاء من الذين { حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ} (المؤمنون 99 ) وتبقى اعمال الخير هي من يقوم به الانسان في حياته وعودة على بدء .حين تشجع على الزواج لا تقف عند هذه النقطة بل استكمل مع من تشجع ان يحرص لإنجاب اولاد صالحين ينتفع المجتمع منهم .وعند موت الأب ينتفع من دعائهم . هنا يحق لنا القول . الخلف ما مات ، وخلاف ذلك يكون الزواج كارثة ونقمة وليس نعمة