حظي السوداني بالدعم الكامل من قوى الاطار وحتى من خارجها في البداية بعيد تشكيل حكومته ، وعلى الرغم من الاتفاق على البرنامج الحكومي الذي بموجبه تشكل الائتلاف الحاكم وانبثقت من رحمه الحكومة غير ان السوداني ذهب منذ البداية إلى فكرة الاستماع والمتابعة لمطالب الرأي العام وبدا يتعاطى ميدانيا مع ملفات تفصيلية اداريا
مثل الأشراف والمراقبة والزيارات الميدانية لقضية المجسرات والمستشفيات في اعتقاده انه يجب ان يكون بمقربة من الناس فضلا عن عدم الثقة الواضح بالمؤسسات المعنية في اكمال المشاريع ومتابعتهم بنفسه وقد يكون المحرك هو الطموح بالولاية الثانية وهذا ليس معيب في ظل حدود التنافس غير اني كمراقب لا افضل لاي مسؤول ان يفكر منذ البداية بولاية اخرى او البقاء فالأولى تركها ان تأتي هي وليس العمل من اجل الوصول اليها .
قوى الاطار التنسيقي من جهتها تباينت مواقفها فيما بعد بشان تحركات السوداني فالحرس القديم بدأ يخشى من تلك التحركات ويعتبرها تجاوز لخطوط حمراء كونها ببساطة تقلل من رصيدهم السياسي في ذات المساحة التنافسية ، في حين كيانات اخرى داخل الاطار انضمت إلى جبهة السوداني وتعتقد ان دعمه سيعود بالنفع عليها مستقبلا وعليها أن تلتحق بركبه كرافعة لها .
على الجانب الاخر يترقب التيار الوطني الشيعي الصدري سابقا ضبابية الصورة فيما بعد على الرغم انه وجه بعض الإشارات الاستباقية من خلال تغيير تسمية التيار ب((الوطني الشيعي))، والذي يراد منه الخروج من العباءة الضيقة إلى الفضاء الشيعي بشكل اوسع، وكذلك قضية إقرار عيد الغدير الذي احرج بها خصومه وحولها إلى ورقة انجاز له حتى وان كان خارج المعادلة بعيدا عن تصويت اغلبية الاطار ، فهو بالنهاية قد يتعاطى على سبيل المثال مع تصريحات الشخص الابرز في الاطار وهو المالكي ويتناغم معها رغم الخصومة كونها ستكون بوابة عودته السياسية خاصة من خلال فكرة تعديل قانون الانتخابات والدعوة إلى الانتخابات المبكرة .
جبهة اخرى تتمثل بالمحافظين الفائرين والمستقلين التابعين لتحالف الاساس وهؤلاء مواقفهم إلى الان غير معلومة البوصلة فمنهم من يؤيد السوداني ومنهم ينتظر فترة من الزمن بانتظار تطورات الاحداث المستقبلية ، وقد يكون السوداني ناجح في ملفات معينة غير ان هناك تحديات اكبر منه واهمها ملف الكهرباء في الصيف الحالي حيث شهد تراجع بالتجهيز وهذا يعتبر تحدي وجودي وقاسي له ولحكومته ويقوض النجاحات المتحققة في ملفات اخرى وعلى المستوى الخارجي والاقليمي لم يختلف السوداني كثيرا عن اسلافه فقد ذهب إلى المنطقة الرمادية ومسك العصى من الوسط ،لكن المفاجاة ان الفصائل لم يصبروا كثيرا على خطواته وذهبوا إلى القيام بالرد على اميركا في الداخل من دون التفكير باحرج حكومة السوداني وقد يفقد الدعم من المجتمع الغربي وعلى راسها اميركا .
السوداني منذ البداية كان وحيدا باستثناء حركة صادقون الواضحة يدعمها له ؛ولعبور مرحلة وليس في برنامجها التفكير بالتجديد له والاكل من جرف جماهيرها فهذا مبدأ مرفوض .
الشارع العراقي لا يمكن ضبط أيقاع بوصلته
و قد يكون في البدايات مع الشروكي ابن الداخل لكن بطبيعته فهو لا يرحم حال حدوث اي اخفاق ويرجع إلى الذاكرة السابقة والانتقاد والهجوم والتخلي عن قناعاته الأولية .
المهم ماذا سيفعل السوداني في الفترة القادمة ما بعد العيد بعد ان نفذ رصيد المجسرات واكمال المشاريع المتلكئة فهذا غير كاف امام تحديات الكهرباء وازمة السكن ومستويات الفقر وملف الفساد وهو الاخطر
وبيروقراطية الجهاز الحكومي وتنفيذ مطالب السنة والكورد المتبقية والتي قد تصطدم بفيتو هنا وهناك .
اذن الرجل في محنه وقد لا تشفع له قلة عدد ساعات النوم ان لم يكن هناك دعم شيعي سياسي ومجتمعي لإكمال مشواره
او يراد الاجهاز عليه من خلال اطلاق دعوى الانتخابات المبكرة التي ان نجح بها أصحابها المالكي والحلبوسي حسب ما فهمت وآخرين وبالتالي يكون هناك فصل جديد
في الحياة السياسية بشكل عام والحالة الشيعية المتشظية بشكل خاص