الخميس 20/ 6/ 2024
ثلاثة عقود ونصف وشيعة العراق ينزفون دما بين شهيد وسجين ومطارد، وغيب والمئات منهم ودفنوا احياءا، وبالمحصلة النهائية لم يقتص الا من كبار زبانية البعث، وحتى هؤلاء لم يجرؤ اصحاب القرار بتنفيذ حكم الاعدام الصادر بحقهم، و[مات] بعضهم في زنزانات السجون، و للاسف حضر بعض قيادات الشيعة ممن يصفون انفسهم( باولياء الدم )مجالس عزاء تلك القيادات البعثية المجرمة، والشعار الذي رفع انذاك ( اذهبوا فانتم الطلقاء) ليس من باب الترفع، بل من باب التزلف للعمق العربي، و اظهار انفسهم انهم رجالات دولة على حساب ضحايا البعث.
ثم جاءت مرحلة المصالحة ( الوطنية ) والتي لاحقت كبار ضباط الاجهزة القمعية وهم بالالف، لكن ليس للاقتصاص منهم، بل لتكرمهم عن سنوات القمع والاجرام تحت شعار(احتواء هؤلاء)، حتى لا يذهبوا ليتحالفوا مع تنظيمات القاعدة، وايضا على حساب ضحايا البعث الذين استنكر عليهم (اولياء الدم) قطعة ارض بسيطة في وطن يسبح بدمائهم اوليائهم من الشهداء.
لم يكتف بعض (اولياء الدم ) بهذه المكرمات بحق زمر البعث ورموز الارهاب فجاءت مرحلة العفو العام في عام 2008 في ظل زحمة ارهاب القاعدة ليطلق سراح المئات من عتاة المجرمين تحت شعار (تاهيل المجرمين ) وطي صفحة الماضي.
لم تنته المسرحية عند هذا الحد، بل عاد بعض (اولياء الدم) ليصوتوا على قانون جديد للعفو العام [عام ] 2016 تم اطلاق سراح ما تبقى من كبار المجرمين من تنظمات داعش ونفايات البعث المتحالفين معهم، وكما قال رئيس البرلمان انذاك بان هناك مادة في القانون ( سقطت سهوا) ليطلق سراح كبار المجرمين، والمعركة ضد داعش لم تنته، ولم تجف دماء ابناء الوسط والجنوب بعد، والشعار هو ( تنازلات مؤلمة مقابل امن شامل)، فتحققت التنازلات ولم يتحقق الامن الشامل، لم يكتف اولياء الدم عند هذا الحد حتى الحقوا تلك القوانين بقانون جديد عام 2023 لنفس الاسباب الموجبة، وهكذا استمرت علمية ( التنازلات والاستيعاب الى يومنا هذا، ولازال الارهاب والبعث يمثلان تهديدا للعراق وشعبه.
تغافل ( اولياء الدم) عن جبهة كانت تمثل ظهيرا مهما لزمر البعث ونفايات الارهاب وهي الجبهة الاعلامية التي كانت تمثل صوت الارهاب لتضليل الراي العام باخبار ومعلومات كاذبة، فانبرى العديد ممن كانوا مداحين وطبالين وراقصين للبعث ليرتدوا الزيتوني من جديد ليعبروا عن ولائهم لامتدادهم التاريخي القمعي.
هذه الجبهة كانت غائبة عن اولياء الدم فانبرت هياة الاعلام والاتصال[ لملئ] الفراغ الذي تركه (اولياء الدم) من خلال تكريم احد نفايات البعث الذي [ملأ] الدنيا شتما وسبا وتقريعا للشهداء من ضحايا البعث لتكرمه الهياة ( المستقلة) بوسام شرف الدفاع عن الارهاب والبعث بكتاب شكر لم (يسبق له نظيرا) لاي وطني ومؤمن ومجاهد، لكن هذه المرة تحت شعار جديد بعد ان استُهلِكت الشعارات السابقة من ( استيعاب، وتحييد، وتنازلات مؤلمة مقابل امن شامل )، الى شعار (الاحتواء).
هل تعلم هياة الاعلام ماذا فعلت بكتابها هذا من ضرر مادي ومعنوي على ذوي الضحايا، وعلى النخب المجاهدة التي تصدت باقلامها والسنتها وصدورها العارية للهجوم القذر التي تقوم به قنوات الفتنة واعلاميوها ؟.
انها متاجرة بدماء وعرق المجاهدين، من نخب اعلامية وقنوات مجاهدة، ومحللين شرفاء .
هل يعقل ان تتجاهل هياة الاعلام هذه النخب الكريمة والشريفة لتذهب الى ضحالة الاعلاميين ( لتحتويهم)؟.
هل تعلم هياة الاعلام والاتصالات انها فتحت بابا على الاعلام العراقي ليتحول العشرات من تجار الاعلام والاقلام الماجورة الى استخدام نفس الاسلوب الذي استخدمه انور الحمداني لتضطر الهياة الى احتواء العشرات بكتب شكر او مال لتستميلهم ؟.
هل تعلم الهياة ان بعض الاقلام الشريفة ربما ستقوم بما قام به الحمداني لتشعر الهياة بوجودهم، بعد ان تناستهم لعقدين من الزمان كما تناساهم (اولياء الدم )لعقدين من الزمان.
ثم لا نعلم من اعطى الصلاحيات للهياة وباي نص قانوني ان تعطي كتب شكر وهبات للمرتزقة من الاعلامين وبعضهم مطلوب للقضاء، وتحت اي نص دستوري او تشريع برلماني ؟.