أفل بدراً عباس العرداوي

     

    منذ نصف قرن أو أكثر يتصدى في العراق

    عدد ليس بالقليل من الكتّاب والصحافيين والباحثين والمحللين والعلماء والطلبة بوسائل شتى من ميادين المعرفة المختلفة من منابر ثقافية وعلمية وأدبية وسياسية واجتماعية.

    إلى مطبوعات وكتب ودراسات، فكانت جبهة الأعلام متلازمة لجبهة السلاح والجهاد.

    منذ بزوغ الحركة الإسلامية وتصديها إلى مواجهة البعث وصدام وغطرسته والوهابية ثم الانتفاضة الشعبانية وبلاد المهجر والغربة والعودة بعد 2003 والمواجهة المباشرة للثقافة الغربية والأميركية وداعش والانتصار التاريخي وما بعد.

    ولحد هذه اللحظة، وإلى ما شاء الله لم ينكسر قلم للأعمال الشيعة.

    ولم ينثن رجالها عن أداء دورهم الذي يجب أن يكون في كل مرحلة من تاريخ العراق والمنطقة، فكانوا مصداقاً لقوله تعالى.

    فمنهم من قضى نحبه، ومنهم من ينتظر وما بدّلوا تبديلا.

    ونحن اليوم، إذ نودع قلما علويا وبدراً قد أفل الفقيد كريم بدر.

    الذي تشهد له الآلاف من الساعات التلفزيونية والإخبارية، وهو يصدح باسم الشيعة وحقوقهم وحاضرهم ومستقبلهم، حتى جاءت ساعة المنون التي لا مفر منها.

    فإنا لله، وإنا إليه راجعون

    وفي الوقت نفسه علينا أن نضع المسؤولية أمام الجميع من المجتمع إلى النخبة إلى المتصدين للمسؤولية؛

    إن الظروف الزمكانية التي أنتجت كريم بدر وأمثاله من النخب المتصدية قد لا تكرر فيكون من النادر على البيت الشيعي أن يجد صوتاً صادحاً صادقاً بسهولة، رغم يقيني أن لهذا البيت رباً يحميه ويرعاه ويدفع عنه.

    بلسان وليد الذين آمنو

    لهذا علينا أن نحافظ على ما بقي أو ما موجود بغض النظر عن مستويات التقدم لهم

    علماً أن النخبة الثقافية ترى أنها لم يُلتفت لها

    ويتم تجاهل ما توفره من ملاحظات واضحة، ويهمل ما تقدمه من نصائح ودراسات وبحوث وأحدهم فقيدنا الراحل حيث يُحسب له تصدّيه المنقطع النظير في موضوع طريق الحرير والربط السككي مع الصين والالتحاق بهذا المشروع الذي كان يرى فيه مستقبل العراق كذا أشرت المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف في عدد كبير من بياناتها ومنابرها العلمية والثقافية إلى هذه الحقيقة من ضرورة إشراك النخبة وتصديها لإصلاح الأوضاع، وألقت على عاتقهم التبني والعمل الجاد لحماية المجتمع من العناصر الدخيلة والعادات السيئة، وهذه هو منطق العقل والمنهج القويم لدفع الضرر وجلب المنفعة.

    والنفع للمجتمع

    في ختام تأبيننا للراحل كريم بدر

    أقول مهما كان عطاء الإنسان الواعي مهماً وكبيراً للمجتمع مهما تجرع الإنسان مرارة الطريق في سبيل تحقيق هدفه يبقى هو الفائز الأول ما دام تطابق نيته عمله، وكان المقصود وجه الله.

    شاركـنـا !
    
    التعليقات مغلقة.
    أخبار الساعة