▪️من على متن الطائرة الرئاسية كتب / سلام عادل
بحسب جدول الأعمال كان ينبغي أن تبدأ رحلة رئيس الوزراء يوم الاثنين الماضي، وهو ما حصل بالفعل، ولكن بدل أن تنطلق صباحاً تقرر أن يكون الموعد ما بعد الظهر، وذلك لكون السوداني دعا مجلس الوزراء للاجتماع في نفس اليوم حتى لا يفرط بالاجتماع الدوري للمجلس، الذي يعقد في كل يوم ثلاثاء من الأسبوع.
ومن لحظة انتهاء اجتماع مجلس الوزراء توجه السوداني إلى الطائرة الرئاسية نوع (737 بوينغ)، التي انطلقت على ارتفاع 37 ألف قدم قاطعة المسافة بين بغداد ولندن بحدود 5:30 ساعة، حتى هبطت في (مطار ستانستد) شرق العاصمة البريطانية، ومن هناك مباشرة توجه السوداني لزيارة السياسي المخضرم رئيس الوزراء الأسبق (د. إبراهيم الجعفري)، للإطمئنان عليه، وهي بادرة عاطفية واخلاقية محل تقدير.
ومع فارق التوقيت بين بغداد ولندن بحدود (-3 غرينتش)، يتضح أن يوم الاثنين كان حافلاً بالنشاطات لدرجة عمل فيها السوداني ما يقرب على 20 ساعة متواصلة، ليستعد بعدها ليوم الثلاثاء، الذي بدأ بزيارة الملك تشارلز الثالث في قصر باكنغهام غرب لندن، حيث استقبل الملك رئيس الوزراء بحفاوة بالغة، وتودد بطريقة مميزة للعراقيين حين تقدم بالتهنئة بمناسبة ولادة أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب (عليه السلام)، الذي صادف في نفس اليوم، والملك تشارلز معروف بولعه بالإسلام وحضاراته منذ كان ولياً للعهد.
وفي نفس اليوم تحرك السوداني اكثر من مرة داخل مقاطعة ويستمنستر وسط لندن، حيث مقر إقامته في فندق فورسيزون، وحيث يقع قصر الملك، وموقع مكتب رئيس الحكومة البريطانية في 10 داونينغ ستريت، فيما اجرى لقاءات متعددة استمرّت حتى آخر الليل، مما جعل لندن تتحول إلى ورشة عمل عراقية استمرّت أربعة أيام متواصلة.
وفي حصيلة مختصرة .. اجتمع رئيس الوزراء مع خمسة وزراء بريطانيين، واجرى تفاهمات مع 46 شركة كبرى من مختلف الاختصاصات، وأدار 33 نشاطاً سياسياً ودبلوماسياً واعلامياً، مع تواصل مستمر بالجالية المقيمة في بريطانيا وطلبة البعثات الدراسية، واعاد افتتاح المركز الثقافي العراقي في لندن، ومن ثم اختتم نشاطه بلقاء موسع مع النخبة العراقية، وتظهر كل هذه النشاطات، لمن يود المتابعة، في بيانات المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء، التي بلغ عددها خلال 3 أيام قرابة 20 بيان.
ولم يكن من بد غير التوجه وسط ازدحامات لندن الطويلة إلى المطار ليل يوم الخميس في طريق العودة إلى بغداد، التي وصلها الرئيس مع فريقه المرهق من كثرة الأعمال فجر الجمعة، ناموا خلالها ثلاث ساعات فقط، فيما استمر السوداني بعمله الوظيفي بلا عطلة أو إجازه، يعمل من الجمعة إلى الجمعة، وغداً السبت سيزور السوداني أكاديمية مكافحة الفساد ولديه مواعيد أخرى ودوام كامل ليلاً مع نهار.
وحتى أنا، الذي رافقت الوفد الرئاسي بصفتي صحافي ومحلل سياسي، وقعت تحت تأثيرة السوداني بكثرة العمل، ففي الايام الأربعة، التي تواجدت فيها بلندن، ظهرت في سبعة لايفات على سبع قنوات تلفزيونية، وكتبت خمس مقالات، وبسبب ذلك لم يتوفر عندي وقت لزيارة سوق أو متحف أو الجلوس في مقهى لندني عريق للتحدث مع الأصدقاء، وكذلك كان حال بقية أعضاء الوفد من الوزراء والمستشارين والموظفين.
وفي الختام .. لا يمكن وصف السوداني غير كونه (رئيس مُتعِب) لكل من يعمل معه، لكونه يعمل بطاقة 10 شباب، اللهم لا حسد، وكما يقول العراقيون “دقّوا الخشب وعين الباردة عليه”.. وهذا هو غير المعلن في زيارة السوداني إلى لندن.