ترامب المقامر على حساب الشعوب . 

 

حسام الحاج حسين / مؤسسة نارام سين للحوار

 

أشعل الرئيس الإمريكي دونالد ترامب منطقة الشرق الأوسط بمقترح ( الصدمة ) وهو ترحيل الفلسطينين من غزة الى دول مجاورة ( مصر والأردن ) . وكان المقترح قد شكل ( صدمة ) للعرب والمسلمين والعالم أجمع وبالخصوص ل مصر . الدولة التي لديها اتفاق سلام مع إسرائيل . لكن المقترح ادى الى نتائج واستبيانات عكسية حتى داخل الولايات المتحدة . فقد رفض ٤٧ ٪؜ من الأمريكيين المقترح ووصف ( بالغبي ) كما ايد ١٣ ٪؜ فقط المقترح . وذهب ٤٠ ٪؜ منهم الى لاتعليق .

بالرغم من ذلك ابدت بعض الدول الأجنبية استعدادها استقبال الفلسطينيين مقابل امتيازات معينة ومنها ايرلندا و الصومال و بعض الدول في امريكا الجنوبية .

يشار إلى أن (مقترح الصدمة ) الذي اقترحه الرئيس ترامب تضرب عرض الحائط عقودا من السياسة الأميركية المتبعة في المنطقة، والمتمسكة بحل الدولتين، والتي بزغ فجرها منذ عام ١٩٩١ والذي اسس لها جورج بوش الأب ،! ومازالت الفكرة نشطة وقد ولدت مؤتمر مدريد و اوسلو الى وايت اتلانتيشن . لكن ترامب نسفها بعد ان أشار أكثر من مرة إلى أن بلاده مستعدة للاستيلاء على غزة ونقل الفلسطينيين إلى مناطق أخرى بشكل دائم . وهو أعلان لمغادرة الولايات المتحدة فكرة حل الدولتين .

ومن جانبها استقبلت الدولة العبرية مقترح ترامب بسرور بالغ وفي استبيان لصحيفة معاريف العبرية فقد ايد ٨٢ ٪؜ من الشعب اليهودي المقترح الإمريكي . لكن السؤال المهم هل يستطيع الرئيس دونالد ترامب تحويل المقترح الى واقع على الأرض .؟

وقد اعرب الرئيس الأمريكي عن آمله بقبول مصر والأردن للخطة مقابل مغريات مالية وقال (( اننا نعطيهم المال ويجب ان يقبل الملك والجنرال المصري به ))

من جانبها رفضت مصر والأردن المقترح الإمريكي وذهبت مصر الى ابعد من ذلك ففي مقابلة مع الواشنطن بوست اكد مسؤول مصري كبير في جهاز المخابرات المصرية من (( ان القاهرة تستعد لاستخدام القوة في وجه إسرائيل اذا حاولت تهجير الفلسطينيين من القطاع بالقوة . وان الجيش المصري يتحتشد في سيناء منذ مايو الماضي ل هذا الخيار )) .

كما رفض الملك الأردني و الذي من المتوقع أن يزور واشنطن في 11 من الشهر الجاري، على ضرورة تثبيت الفلسطينيين في أرضهم

وأكد ضرورة وقف إجراءات الاستيطان، ورفض أية محاولات لضم الأراضي وتهجير الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية .

وفي ظل هذه التطورات ارسلت إسرائيل الى مصر رسالة مفادها ( ان إسرائيل ملتزمة بااتفاقية السلام مع مصر وانها لن تجبر احدا من الفلسطينيين على مغادرة القطاع بالقوة ابدا ) ..!

يذكر ان دول عديدة اعلنت رفضها واستهجانها للوقاحة الإمريكية في قلع شعب كامل من جذورة حيث اعلنت السعودية و تركيا والصين وأستراليا، وروسيا وفرنسا وبريطانيا رفضها للمقترح مؤكدة تمسكها بحل الدولتين.

وبعد الأصطفاف الدولي الرافض للمقترح الإمريكي علق الرئيس ترامب المقترح قائلا ( سننتظر الحلول البديلة من شركائنا في المنطقة ( مصر والأردن والسعودية ) لان غزة منطقة غير صالحة للحياة ونحن لن ندفع لأعمارها الا بعد ان يخرج سكانها الى مناطق آمنه وقابلة للحياة )

اعتقد ان تصريحات ترامب تصل الى المقامرة السياسية المرفوضة،و الذي يسعى من خلال طرحها بهذا التوقيت الى تحقيق مكاسب سياسية على حساب الشعب الفلسطيني المنكوب منذ عقود ..!

شاركـنـا !

التعليقات مغلقة.
أخبار الساعة