بقلم زهرة اللامي
العمل التطوعي يُعدّ من الظواهر الصحية والإنسانية التي تعكس روح التعاون والمشاركة بين الأفراد في المجتمع. فهو لا يقتصر فقط على تقديم الدعم المادي أو العيني، بل يساهم بشكل كبير في تقوية النسيج الاجتماعي وتعزيز أواصر العلاقة بين البشر. في العراق، تعد الفرق التطوعية في مختلف المحافظات مثالاً حياً على ذلك، حيث قامت هذه الفرق بعملٍ دؤوب وجاد لخدمة المجتمع في ظل الظروف الطارئة والصعبة.
لقد أظهرت الفرق التطوعية في المحافظات العراقية التزاماً كبيراً في مواجهة الأزمات، حيث تبنّت العديد من الإجراءات الطارئة لحلحلة الأزمات الكبيرة التي تعرض لها المجتمع. سواء كان ذلك في مجال الإغاثة، أو تقديم الدعم النفسي، أو حتى المساهمة في حل مشاكل صحية أو بيئية، فقد كانت الفرق التطوعية دائماً في الصفوف الأمامية، تسعى لتخفيف معاناة الآخرين.
إن هذه الثقافة التطوعية لم تقتصر على منطقة معينة، بل انتشرت على نطاق واسع في جميع المحافظات العراقية، مما يدل على وجود روح المحبة والتعاون بين الناس، ورغبتهم في خدمة المجتمع وتحقيق المصلحة العامة. كما أن هذا الإحساس بالمسؤولية تجاه الآخرين قد غرس في قلوب المواطنين أهمية العمل الجماعي والمساهمة في بناء مجتمع أفضل.
وتُعتبر المهرجانات السنوية، مثل “يوم التطوع العالمي”، فرصة لتكريم دور المتطوعين في المجتمع وتثمين جهودهم المخلصة. هذه الفعاليات تبرز أهمية العمل التطوعي وتُعزز من ثقافة العطاء والمساهمة بين الأفراد، مما يجعل العمل التطوعي جزءاً أساسياً من الحياة المجتمعية.
بكل وضوح إن العمل التطوعي لا يعكس فقط جهود الأفراد في خدمة الآخرين، بل هو تعبير حقيقي عن قوة الترابط الاجتماعي وروح التضامن التي تسود المجتمعات البشرية. ولهذا، من المهم الاستمرار في دعم هذه المبادرات وتشجيع الأجيال القادمة على الانخراط في العمل التطوعي من أجل بناء مجتمع أكثر تماسكًا وازدهاراً.