وكالة اخبار وطن
وكالة عراقية مستقلة

عودة الكاظمي إلى بغداد الأسباب والتداعيات

  • 170 مشاهدة
  • مارس 05, 2025

 

*الحقوقية انوار داود الخفاجي*

 

عاد رئيس الوزراء العراقي الأسبق، مصطفى الكاظمي، إلى بغداد في 25 فبراير 2025، بعد فترة من الغياب منذ انتهاء ولايته في أكتوبر 2022. ظهوره المفاجئ أثار تساؤلات حول دوافع عودته في هذا التوقيت بالذات، وما قد يحمله من تأثيرات على الساحة السياسية العراقية.

تولى الكاظمي رئاسة الوزراء في مايو 2020، في مرحلة حرجة شهدت احتجاجات شعبية واسعة ضد الفساد وسوء الإدارة. خلال فترة حكمه، سعى إلى تحقيق توازن بين القوى السياسية المتنافسة، وتعزيز علاقات العراق مع المجتمع الدولي، خاصة مع الولايات المتحدة والدول العربية. بعد انتهاء ولايته، غادر الكاظمي العراق، وسط اتهامات وتهديدات من بعض القوى و الفصائل.

 

تتعدد التحليلات حول دوافع عودة الكاظمي إلى بغداد في هذا الوقت: منها

 

*التحضير للانتخابات المقبلة* تأتي عودة الكاظمي قبل الانتخابات البرلمانية المقررة في أكتوبر 2025. قد يسعى إلى استعادة دوره السياسي وتشكيل تحالفات جديدة للمشاركة في الانتخابات، خاصة مع الحديث عن تحركات لتشكيل تحالفات مدنية وليبرالية لمواجهة هيمنة الاحزاب الاسلامية.

 

*التوسط بين القوى السياسية*

قد يكون الكاظمي عائدًا للعب دور الوسيط بين القوى السياسية المختلفة، خاصة في ظل التوترات الحالية والمخاوف من عقوبات أمريكية محتملة على العراق بسبب سياسات الحكومة الحالية وعلاقاتها مع إيران. الكاظمي، بعلاقاته الدولية الواسعة، قد يكون قادرًا على تهدئة الأوضاع وتجنب تصعيد التوترات.

 

*الاستجابة لدعوات داخلية*

تشير بعض المصادر إلى أن عودة الكاظمي جاءت بدعوة من قيادات سياسية تثق بقدرته على المساهمة في حماية البلاد من أزمة اقتصادية قد تهدد الاستقرار السياسي. قد يكون هناك توافق بين بعض القوى السياسية على ضرورة وجود شخصيات ذات خبرة وعلاقات دولية للمساعدة في تجاوز التحديات الحالية.

تباينت ردود الفعل على عودة الكاظمي. ففي حين رحبت بعض القوى السياسية بعودته، معتبرة إياها فرصة لتعزيز الحوار الوطني وتخفيف التوترات، أبدت فصائل أخرى تحفظها، بل وطالبت بملاحقته قضائيًا على خلفية اتهامات سابقة. هذا التباين يعكس الانقسام السياسي في العراق والصراعات المستمرة بين مختلف الأطراف.

و من المتوقع أن تؤثر عودة الكاظمي على المشهد السياسي العراقي بعدة طرق اهمها:

*إعادة تشكيل التحالفات*

قد يسهم الكاظمي في تشكيل تحالفات جديدة تضم قوى مدنية وليبرالية، مما قد يغير موازين القوى في الانتخابات المقبلة.

 

*تعزيز العلاقات الدولية*

بفضل علاقاته الدولية، قد يتمكن الكاظمي من تحسين صورة العراق على الساحة الدولية، وجذب الدعم الاقتصادي والسياسي.

 

*تهدئة التوترات الداخلية*

قد يلعب دورًا في تخفيف حدة الصراعات بين الفصائل السياسية والمسلحة، والمساهمة في تحقيق استقرار نسبي في البلاد.

 

في الختام تشكل عودة مصطفى الكاظمي إلى بغداد حدثًا مهمًا في الساحة السياسية العراقية، قد يحمل في طياته فرصًا وتحديات جديدة. قد تكون هذه العودة خطوة نحو إعادة التوازن إلى المشهد السياسي، أو قد تزيد من حدة الصراعات القائمة. الأيام القادمة ستكشف عن الدور الذي سيلعبه الكاظمي، ومدى تأثيره على مستقبل العراق السياسي.

أخبار مشابهة