وقد كان أصحاب المقاهي الكبيرة في بغداد يستعدون قبل شهر رمضان لتهيئة مستلزمات لعبة الصينية حيث يخصص مكان من المقهى تفرش أرضيته بالبسط (وهي زوالي من غزيل صوف الخراف المغزول يدويا وتصنع محليا) . كما تهيأ دواشك للاعبين وكان يتم إرسال الصينية وفناجينها المصنوعة من الصفر إلى سوق الصفافير (الصفارين) لإعادة تبييضها لتظهر نظيفة زاهية ..مع كل صينية احد عشر فنجانا ولا يجوز اللعب بأقل أو أكثر من هذا العدد .ولكل صينية (ودعة) واحدة تبيت تحت الفنجان وعند عدم تيسرها يستعمل الزار المستعمل في لعبة الطاولي بدلاً من الودعة ولا يستعمل غيرها ويسمى عند استعمالها باللعب بـ (الطير) ،يتألف كل فريق من أسطة ويجلس عادة في الوسط ، وخلفتين يجلسان عن يمين ويسار الأسطة ويقومان بمسك الحجاب، وغالبا ما يكون بطانية لحجب أنظار الفريق الخصم عند اللعب ويجلس خلفهم كصف ثان أبناء الطرف كمشجعين. يتقابل الفريقان وهم جالسون على الأرض بحيث تكون المسافة بينهم نصف متر تقريبا يجري الاقتراع بين رئيسي الفريقين ثم يحددان عدد نقاط الفوز التي غالبا ماتكون 51 أو 101 نقطة وتعيين مسجل النقاط ،ثم يتسلم الأسطة الفائز بالقرعة الصينية ويرفع الحجاب من قبل الخلفات ويبدأ بتبييت الودعة تحت احد الفناجين حيث يضع على كفه الأيسر منديلا ثم يضع فوقها الصينية ويبدأ بتصفيط الفناجين أي رصفها بمحاذاة حافة الصينية لتأخذ شكلاً دائريا ، ثم يضع الودعة تحت احد الفناجين ثم يدير الصينية حول نفسها ويصيح بات فينزل الحجاب ويضع الأسطة الصينية .أما الأسطة الخصم (يفكر تفكيراً عميقاً) يشخص احد الفناجين معتقداً أن الطير تحت ذلك الفنجان فيحجز فناجين يعتقد بأن الطير تحت أحدها وذلك بوضع العقدة الأولى من كل إصبع على قاعدة فنجان لإحكام مسكها ثم يبدأ بفرز بقية الفناجين بضربها باليد اليمنى إلى خارج الصينية بين هتاف وصياح وتصفيق مشجعيه والإشادة بفراسة أستاذهم ،وإن أخطأ سجلت ضده نقطه وأعيدت اللعبة من جديد .كان اللعب يجري بين فريقين من محلات بغداد بعد صلاة العشاء ويجري اللعب بينهم سجالا فيستعد أبناء المحلة(المضيفة) بتهيئة سحور شهي للفريق الضيف ويتقاسمون تكاليفه في ما بينهم ،وكثيراً ماكان يتبرع احدهم بإعداد السحور في بيته وعلى نفقته ،وكذلك يقوم الفريق الضيف بدعوة الفريق المضيف إلى زيارة محلتهم للعب في احد مقاهيها وتناول طعام السحور بعد انتهاء اللعب ،وتلك عادة مستحبة لتقوية أواصر الصداقة والمحبة .