وكالة اخبار وطن
وكالة عراقية مستقلة

السوداني وقائمة الفراتين في مواجهة “تصميم”” بقلم/عامر جاسم العيداني 

  • 1 مشاهدة
  • مايو 10, 2025

 

البصرة المحافظة العراقية الغنية بالنفط والموانئ تشهد صراعاً سياسياً محتدماً بين القوى المحلية والمركزية أحد أبرز وجوه هذا الصراع هو رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، الذي يتهم بحرمان البصرة من تخصيصاتها المالية وإعاقة مشاريعها الاستراتيجية، في المقابل، يعول السوداني على دعم شعبي عبر قائمته الانتخابية “الفراتين”، مستهدفاً تقويض نفوذ قائمة “تصميم” التابعة لمحافظ البصرة الحالي

تتهم البصرة الحكومة المركزية وبشكل خاص السوداني بتعمد حرمانها من مواردها المالية مما أدى إلى تدهور الخدمات وتراجع المشاريع الحيوية ومن أبرز المشاريع المتعثرة:

1. محطة تحلية مياه الفاو : التي كان من المفترض أن تحل أزمة المياه المالحة في البصرة. 2. مشاريع الكهرباء : رغم أن البصرة مصدر رئيسي للطاقة في العراق، إلا أن أزمات الكهرباء فيها مزمنة ، وآخرها ادخال البصرة ضمن البرمجة بعد ان تعهد محافظها بأن البصرة غير مشمولة بذلك حيث انها صرفت المليارات من موازنتها الخاصة لتحسينها .

3. الطريق الحولي والجسور : التي كان من شأنها تخفيف الازدحام المروري وتطوير البنية التحتية.

4. البنية التحتية للأراضي السكنية التي جرى توزيعها خلال الفترة الماضية والتي ينتظر المواطن خدمتها لبناء سكن يليق به .

إنّ هذا التهميش بحسب مراقبين هو جزء من سياسة “العقاب الجماعي” لدفع البصرة إلى قبول الهيمنة السياسية للقوى المتنفذة في بغداد وخصوصا الإطار التنسيقي الذي يهيمن على السلطة والواقع السياسي للعراق بعد اعتزال تيار السيد مقتدى الصدر .

وفي محاولة لكسب التأييد الشعبي، أطلق السوداني قائمة “الفراتين”، معتمداً على خطاب يعكس “مظلومية” البصرة ووعداً بتحسين الخدمات لكن ما يلفت الانتباه هو استمالته لبعض أفراد عشيرة المحافظ الحالي مما يكشف عن:

– محاولة تفكيك التحالفات العشائرية الداعمة لـ”تصميم”

– استغلال الانقسامات الداخلية بين عوائل البصرة لصالحه.

– اللعب بورقة المال السياسي لجذب زعماء محليين مؤثرين.

وقيام بعض النواب، يتضح انهم من المؤيدين للسوداني، بتقديم طلب لجعل قضاء الزبير محافظة وهذا يعتبر جزء من عملية تفكيك الجمهور المؤيد لقائمة “تصميم” .

بالإضافة الى تحريك جمهور مناطق البصرة الشمالية مثل قضاء المدينة وناحية الصادق بالتظاهر من اجل الحصول على خدمات واسعة واظهار واقعها بالحرمان رغم أن هناك مشاريع كثيرة تعمل الحكومة المحلية على تنفيذها بالإضافة الى المشاريع الحالية قيد التنفيذ والتي عرقلتها التخصيصات المالية .

والأمر المستغرب هو محاولة قائمة “الفراتين” من اختراق عشيرة العيداني من خلال ترشيح احد افرادها لقيادة قائمته في البصرة، والتعويل على ذلك يعتبر خطأ سياسي جسيم، لان محافظ البصرة اسعد العيداني دخل قلوب ابناء البصرة بالغالبية وعشيرته تعدُّ جزءٓاً منها.

لكن هل يكفي ذلك لضمان فوز “الفراتين” بمقاعد في محافظة البصرة، مع وجود تحديات أمام نجاحها الذي يتمثل بالغضب الشعبي المتراكم خصوصا من قبل الطبقة المثقفة وكثيرون يرون أن السوداني جزء من الأزمة، وليس الحل.

ونسي السوداني ان قوة تحالف “تصميم ” والمحافظ ما زالت تتمتع بدعم عشائري وشعبي واسع، وهناك شكوك في نوايا قائمة “الفراتين” في أن مشروعها خدمي أم مجرد ورقة ضغط سياسي.

 

ليست معركة البصرة مجرد منافسة انتخابية، بل صراع على الهوية والموارد وإذا نجح السوداني في توظيف غضب البصريين لصالح قائمته فقد يحقق مكاسب، لكنه يواجه شكوكاً عميقة في قدرته على التغيير الحقيقي في المقابل إذا فشل فقد تزداد عزلة البصرة سياسياً واقتصادياً.

ونقول للسوداني ان اللعب بهذه الورقة اصبح قديماً، استخدمتها بعض قوى الاطار التنسيقي وفشلت أمام الارادة الشعبية في البصرة والتي سأمت سياسة الجيل القديم ولديها الرغبة بالتغيير الشامل، وكونكَ من اتباع ذلك الجيل لا اعتقد سيكون لك نجاحا في سلوك هذا الطريق .

السؤال الأهم: هل ستكون الانتخابات في البصرة حلاً أم مجرد فصلٍ جديد من فصول الصراع؟ الجواب يعتمد على ما إذا كان السياسيون مستعدين لخدمة الناس، أم أن البصرة ستظل رهينة المصالح الضيقة.

أخبار مشابهة

مدرب المنتخب العراقي ارنولد: سعيد في مهمتي الجديدة مع المنتخب العراقي ومستعداً لها

 ▪️الفريق العراقي يمتلك مواهب كبيرة جداً▪️اذا كان لي خيار ساعقد معسكر تدريبي باقرب...

نائب في البرلمان العراقي يعبر عن تفاؤل كبير بمخرجات قمة بغداد

بغداد. خاصقال النائب كامل العكيلي عضو البرلمان العراقي إن بغداد هيأت سبل النجاح الكامل لفعاليات...