#محمد_شفيق
تنتهي في عام 2023 “معاهدة لوزان” التي وقعتها تركيا مع دول الحلفاء المنتصرة في الحرب العالمية الاولى، عام 1923 بسويسرا, وذلك بعد مرور مائة عام على توقيعها, ما يتزامن مع الذكرى المئوية للجمهورية التركية.
ان انتهاء “معاهدة لوزان” في 2023, سيمكن تركيا من التنقيب عن النفط، وتنضم إلى قائمة الدول المنتجة للنفط، إلى جانب تحصيل رسوم من السفن المارة عبر مضيق البوسفور، وحفر قناة جديدة تربط بين البحر الأسود وبحر مرمرة، والتي كانت محظورة على تركيا من قبل بحسب المعاهدة.
وقبيل حلول مئوية الجمهورية التركية, بدأت دول اوروبا وأميركا بإفتعال المشكلات في داخل تركيا وحدودها, بدءًا من الانقلاب الفاشل الذي كان يستهدف الإطاحة بالرئيس التركي رجب طيب اردوغان, وانتهاءً في إحداث فوضى داخلية كبيرة في تركيا على غرار ما حدث في دول الربيع العربي, وعلى الحدود سلحت الولايات المتحدة الأميركية المسلحين الكرد, وسمحت بتمدد ايران وحلفائها الى سوريا ولبنان, لجر المنطقة الى قتال دموي يكون أطرافه اثنان من اقوى جيوش الشرق المتوسط.
ان السياسية الواعية لانقرة وطهران حالت دون وقوع احتكاك بن الطرفين رغم الحرب المتعددة الأطراف والمنفلتة في العراق وسوريا وانتشار المجاميع المسلحة باجندات مجهولة, وهنا يثار سؤال وهو؟ ما أسباب عدم تدخل تركيا في العراق وسوريا خاصة وان المعادلة على الارض تميل لصالحهم.
الجواب: علمت تركيا ان الولايات المتحدة وحلفاؤها بعد ان فشلوا بغزو العراق عام 2003, والضربات الموجعة التي وجهت لهم من قبل مختلف الفصائل المقاومة في العراق, ارادوا اضعاف المنطقة برمتها عن طريق خلق صرعات داخلية , بصناعة تنظيم ما يعرف بداعش, والذي صورته على انه فصيل بربري ساحق ماحق لايمكن مقارعته, لكن في العراق اختلف الامر حيث هزم هذا التنظيم في غضون ثلاث سنوات…
وبعد مرور 8 اعوام على الحرب السورية مازال الحريق مشتعلاً, في المنطقة حيث صراع الشرق والغرب قائماً على أشده, بين (حزب الله_سوريا_ايران_روسيا), من جهة, وفصائل مقاتلة على الارض تعمل باجندات خارجية مثل _ (النصرة_داعش_ وغيرهم) يعملون جميعاً بدعم من الولايات المتحدة وتركيا وبقية دول أوروبا.
ولكي نبقى في صلب الموضوع , وهو حلم الدولة التركية في 2023, حيث ان الدراسات الاستراتيجية للإقتصاد تقول ان انتهاء معاهدة لوزان بسلام, سيكون بداية ايجابية لانقرة سلبية لأوروبا, إذ ان خطط تركيا في السنوات الخمس المقبلة ستضعها في مقدمة دول العالم من ناحية السياحة والنقاط الآتية توضح:
1- وصول تركيا إلى خامس أكبر مقصد سياحي في العالم.
2- استضافة 50 مليون زائر سنوياً.
3- وصول العائدات السياحية إلى 50 مليار دولار.
(الاقتصاد)
1- تصبح تركيا واحدة من أكبر عشر اقتصادات العالم.
2- يصل انتاجها المحلي الإجمالي إلى تريليون دولار تقريباً في الاعوام الاربع القادمة.
3- يصل الناتج المحلي الإجمالي إلى 2 تريليون دولار بحلول عام 2023.
4- زيادة سنوية للصادرات التركية تقدر بـ 500 مليار دولار.
5- ارتفاع متوسط دخل الفرد إلى 000 25 دولار في 2023.
6- وصول حجم التجارة الخارجية إلى 1000000000000 دولار.
7- زيادة معدل العمالة بنسبة 10 %.
8- خفض معدل البطالة 5 %.
(الطاقة)
اما على صعيد الطاقة واستغلال الموارد الطبيعية وغير الطبيعية فيمكن لتركيا الاستفادة من طاقة الرياح حتى 000 20 ميكاواط، و600 ميكاواط من الطاقة الحرارية الجوفية.
تقليل استهلاك الطاقة إلى 20 % عن مستويات الاعوام الماضية من خلال تحسين الكفاءة, بالاضافة الى تشغيل ثلاث محطات طاقة نووية.
(النقل)
وفي عام 2013 ستتمكن تركيا من بناء 11 ألف كيلومتر من السكك الحديدية الجديدة وتوسيع شبكة القطارات عالية السرعة, اضافة الى بناء 15 ألف كيلو متر من الطرق السريعة المزدوجة, مع وصول الموانئ التركية إلى أكبر 10 موانئ في العالم, كما ستتمكن من صنع طائرات منتجة محلياً، وإنتاج طائرات بدون طيار وأقمار صناعية.
وفي الختام, كل هذا سيتحقق في السنوات الخمس المقبلة, لكن كيف ستتمكن تركيا من تخطي هذه السنوات بحذر شديد, في وقت بدأت فيه عمليات عسكرية في سوريا, وتتأهب لمثلها في العراق, ليثار سؤال وجيه, هل ان الحرب فرضها الغرب على تركيا من أجل السماح بانتهاء معاهدة لوزان بسلام, ام ان حلم تركيا في 2023, يتطلب السيطرة على آبار النفط في العراق وسوريا لتحقيقه, “حتى عام 2023 تبقى الاجابة معلقة.