مسقط – محمد سعد
بمناسبة مرور خمسين عاما على انتصارات حرب أكتوبر المجيدة،
نظمت ملحقية الدفاع المصرىة بسلطنة عُمان برئاسة العقيد أ. ح رامي عبدالوهاب النجار والسيدة حرمه الدكتورة أميرة محمد أبوالخير،
احتفالية كبري، وذلك بحضور معالي محمد العرابي وزير الخارجية السابق، والسفير خالد راضى سفير مصر لدى سلطنة عُمان، وضيف الشرف العميد الركن طيار عبد المنعم بن خلفان الزكوانى ،
وأعضاء السفارة المصرية، وعدد من المسؤولين ورؤساء البعثات الدبلوماسية والملحقين العسكريين المعتمدين لدى السلطنة ،
بدأت مراسم الإحتفال بعزف السلام السلطاني العماني، والسلام الوطنى لجمهورية مصر العربية، وعرض فيلما تسجيليا تضمن التطور الهائل الذى شهدته مصر والقوات المسلحة المصرية خلال السنوات الأخيرة، ما مكنها من تبوأ مكانة متقدمة في مصاف الدول المتقدمة عسكرياً.
من جهته رحب ملحق الدفاع العقيد أ. ح رامي عبدالوهاب النجار ، في كلمته بالحضور، وقدم التهنئة للشعب المصرى بهذه الذكرى الخالدة، وأكد على أن مصر لم تناضل فقط لإستعادة أرضها بل من أجل تحقيق السلام العادل.
وقال إن انتصار أكتوبر لا يمثل مجرد انتصارًا عسكريًا في معركة لاسترداد الأرض، بل تعدى ذلك إلى كونه انتصارًا على اليأس والإحباط من أجل استرداد الكرامة حربًا وسلامًا وتنمية، فلم تكن أبدًا الحرب غاية مصر، بل كان السلام هو الهدف الأسمى.
فقد كانت حرب أكتوبر في الأساس حربًا من أجل السلام والتنمية بعد استرداد الحق المسلوب، وعلى مدار أكثر من خمسين عامًا مضت، أثبتت مصر دولة وشعبًا، قدرتها على صيانة مكتسبات السلام ومقاومة أية متغيرات طارئة تسعى للنيل منها لعرقله أهداف التنمية والاستقرار..
ومن هذا المقام أوجه تحية يملؤها الإجلال والاحترام إلى كل من ساهم في صنع أعظم أيام مصر في تاريخها الحديث، وتحية يملؤها الفخر والاعتزاز للقوات المسلحة المصرية تلك المؤسسة العسكرية الوطنية التي أتشـــرف بــأن أكــون مــن أبنائــها، وهي رمز البسالة والإقدام والصمود والتحدي وحصن هذا البلد الأمين وحامي مقدرات شعبها العظيم، وستظل العلاقة الفريدة بين الشعب والجيش “بإذن الله” أمرًا مقدسًا، وضامنًا أبديًا، لأمن هذا الوطن واستقراره فتحية من أعماق القلب إلى أرواح الشهداء أبطالنا الذين منحونا حياتهم ذاتها كي يحيا الوطن حرًا كريمًا مستقلًا.
وقال العقيد رامي إن تحديات الحياة لا تنتهي وقدر الشعوب العظيمة مواجهة هذه التحديات وقهرها وها نحن في مصر واجهنا تحديًا من أصعب ما يكون خلال السنوات الماضية تحدي الحفاظ على دولتنا ومنع انهيارها ومواجهة خطر الفراغ السياسي والفوضى وانتشار الإرهاب المسلح الغادر فالنظرة المنصفة إلى مجمل تحديات الأمن القومي التي شهدتها المنطقة خلال السنوات الماضية توضح لنا بجلاء أن انتصار أكتوبر لم يكن صدفة وأن جذور الانتصار وقهر المحن متوطنةٌ في تربة بلدنا العظيمة.
واستطرد قائلا :أننا كما عبرنا الجسر الفاصل بين الهزيمة والنصر خلال الفترة من 1967 حتى 1973، استطعنا عبور مرحلة الاضطراب غير المسبوق الذي انتشر في المنطقة خلال السنوات الأخيرة فلم تُضعف التحديات الصعبة عزيمتنا واستطعنا محاصرة خطر الإرهاب الأسود وتوجيه ضربات قاصمة لتنظيماته وعناصره كما استطعنا تثبيت أركان دولتنا وإعادة الثقة والهدوء للمجتمع بعد فترات عصيبة من الاستقطاب والتوتر ولم تشغلنا أيضاً هذه المهام الجسام عن إرساء أساس متين للتنمية الاقتصادية يستند إلى مواجهة الحقائق والتعامل مع الواقع كما هو وليس من خلال الشعارات والأوهام آملين في تحقيق تقدم نوعي في مستوى حياة هذا الشعب الكريم ونقل الواقع المصري من حال إلى حال أفضل من خلال العلم الحديث والجهد الدؤوب مع الصبر والمثابرة والثقة في أنفسنا ولنا الحق في الشعور بالفخر بما حققناه مع استمرار تطلعنا إلى تحقيق المزيد
وقال ملحق الدفاع المصري إن الجمهورية الجديدة التي نراها عين اليقين، سوف نحقق “بإذن الله” معجزة العبور الآمن والثابت إليها، إنها الجمهورية التي تهدف إلى تحقيق تطلعات هذا الجيل، والأجيال القادمة وإلى الانطلاق على طريق التقدم، وامتلاك القدرة في جميع المجالات وبحيث تصبح مصر “بإذن الله”، دولة حديثة متطورة ينعم فيها المصريون، بمستويات معيشية كريمة، وان علاقات مصر مع سلطنة عُمان علاقات متميزة منذ قديم الأزل وتعد نموذجاً يُحتذى به – لاسيما أن الصلات الوثيقة بين الشعبين تعود إلى عهد القدماء المصريين …
وفى هذا السياق لا يفوتنى أن أشيد بدعم سلطنة عُمان الدائم والفاعل لمصر فقد ساندتها
فى حرب أكتوبر وحتى ثورتى 25 يناير2011 ،30 يونيو 2013 ولم يتوقف الدعم
عند ذلك بل حرصت السلطنة على دعم مصر سياسياً فى حربها على الإرهاب .
وفى ختام كلمته قال، اليوم اؤكد لحضراتكم ان التضحيات والبطولات التى قدمها جيل أكتوبر العظيم. ستبقى خالدة فى وجداننا وشاهدا على صلابة هذه الأمة ونبراسا ونموذجا ملهما لنا جميعا
فى العمل بجد ودأب لإعلاء شأن الوطن وحفظ ترابه وصون كرامته
واختتم الحفل بفقرة فنية لعدد من الموسيقيين المصريين، الذين أدوا بعض المقطوعات الموسيقية الوطنية التى تخلد ذكرى هذا الإنتصار العظيم والتى تفاعل معها جميع الحاضرين.
كما تضمن الفيلم أهم الإنجازات التى شهدتها مصر خلال العقد الأخير فى مختلف المجالات: البنية التحتية، الطرق والمواصلات، الطاقة والكهرباء، الرعاية الصحية، التجارة والصناعة، والسياحة والأثار، إذ أثار حجم الإنجازات دهشة وإعجاب الحضور.
كما شهد الحفل عرض مجموعة من الأغانى والأناشيد الوطنية المصورة التى عبرت عن هذه المناسبة العظيمة والتى لاقت تفاعل وحماسة الحاضرين.
حضر الاحتفال المستشار السياسي تامر صالح، والمستشار احمد شعيب نائب السفير
والقنصل منة ضياء وأعضاء السفارة المصرية بمسقط،
وعدد من المسؤولين بوزارة الخارجية، وعدد من رموز الجالية المصرية.