في العشرين من كانون الثاني القادم من عام 2025 سيتسلم ترامب رسميا رئاسة الولايات المتحدة والواضح جدا ان الولاية الثانية له تختلف ب50% عن ولايته الاولى كونه قد استفاد من اخطائه وهذا ما اعطى له الفوز الساحق ، وقد حدد اهم اولويات امريكا وهي الوقوف بوجه الصين وانقاذ الاقتصاد الأمريكي وفيما عدا ذلك ستكون ملفات ثانوية ، وقدر تعلق الامر بإيران فان ترامب استلم الرسالة الايرانية باختيارهم رئيس جديد من الاصلاحيين الداعيين للسلام والعلاقة مع امريكا واستعانته بطاقم صرح بعضهم جهارا نهارا أن الشعب الايراني سئم من سياسة النظام كونهم فلسطينيين اكثر من الفلسطينيين انفسهم، لذلك فان ترامب اوصل شروطه الى ايران بانه على استعداد تام لتوقيع اتفاق نووي جديد معهم بشروط اهمها وقف تخصيب وانتاج اليورانيوم والبلوتونيوم والسماح بالتفتيش الدولي للمنشآت النووية ووقف دعم الفصائل المسلحة في لبنان والعراق واليمن وفلسطين وسحب قواتها من سوريا وانهاء برنامج الصواريخ الباليستية وان المفاوض الايراني سيدرك تماما ان ترامب سيستخدم اقصى درجات الضغط والعقوبات عليهم كي يوافقوا على أغلبية الشروط بعد تعديلها وان ترامب يدرك ان الإيرانيين ليسوا في موقف ضعف ولهم نفس طويل في التفاوض لذلك ستقدم امريكا شيئاً من التنازلات وزيادة الامتيازات ، والشروط الأمريكية جميعها قابلة للتطبيق باستثناء برنامج الصواريخ الباليستية ، فايران اعلنت اكثر من مرة بان برنامجها النووي للأغراض السلمية ، وان وجودها في سوريا مرتبط بوجود امريكا فيها وان ترامب سيسحب قواته من سوريا ويسحب يده من قسد التي عادت تتفاوض مع سوريا التي حزمت امتعتها للالتحاق بالركب السعودي ، واما دعم حماس فلم يعد مجديا بعد ان تهالكت بنيتها ودمرت انفاقها وان اي وقف لإطلاق النار معها سيكون اول شروط الصهاينة هو احكام القبضة لمنع اعادة التسليح واما اليمن فلديها ملف خاص من الاغراءات تقوم بدراسته بعد وقف الحرب في لبنان وغزة ويتضمن تسليمها حكم اليمن كاملا مع مبلغ 250 مليار دولار لإعادة اعمارها كما سربت ذلك صحيفة Financial Times قبل ايام ، واما حزب الله فبعد وقف اطلاق النار لن يعود وضعه كما كان فمن ضمن شروط وقف اطلاق النار التي وافق عليها الرئيس نبيه بري هو تشكيل لجنة برئاسة امريكية وعضوية فرنسا ودولة عربية مهمتها الرقابة على المطارات والموانئ والمنافذ الحدودية لمنع وصول أي سلاح لحزب الله وسيطرة الجيش اللبناني على الجنوب ، وتعهد سوريا المنفذ البري الوحيد لا يصال السلاح للحزب بعدم السماح بمرور أي سلاح للحزب، وسيبقى سلاح حزب الله فقط لحماية نفسه واهله دون ان يشكل خطرا على الكيان الصهيوني ، والنتيجة سيفقد حزب الله الكثير من تأثيره الاقليمي خصوصا وان ايران هي من وافقت على هذه الشروط. اما العراق فان الفصائل المسلحة التي يردد الكثير بانها موالية لإيران فان كثير منها ادركت ان ايران بدأت تفقد الثقة بها لعلمها بالمحاولات والاتصالات التي قام بها قادة هذه الفصائل لمحاولة طلب العفو والرضا الامريكي عن طريق وسطاء لطلب الرضا والعفو ، باستثناء فصيلين منهم ، كما ادركت هذه الفصائل ان بقائها مرتبط بالرضا الامريكي والدعم الشعبي اكثر من ارتباط بقائها بالرضا الايراني، وهناك ضربات متوقعه من الكيان الصهيوني لعدد من الفصائل كرد على الضربات التي وجهتها لها وقد تبدأ في وقت قريب جدا وبموافقة ودعم امريكي كون هذه الفصائل خارج سيطرة الحكومة العراقية مع احتمال اغتيال بعض الشخصيات منها ، كما ان القادم بعد انتخابات العراق التي ستجري في الشهر العاشر من عام 2025 لن تشهد هذا الثقل الحالي لهذه الفصائل وان الشرط الامريكي الرئيسي لاي رئيس وزراء قادم للعراق هو الموافقة على التطبيع خصوصا وان مقدمات هذا التطبيع جاهزة فالسنة والكرد ليس لديهم أي تحفظ على التطبيع ونصف قادة الشيعة يؤيدون ذلك سرا وانبوب العقبة خير شاهدا على ذلك مع عشرات الادلة التي لا يسمح الوقت بذكرها ، والدكتور محمود المشهداني قالها علنا انه شاهد بأم عينه علم الكيان الصهيوني مرفوع ضمن محيط السفارة الامريكية ، مثلما ان ايران ادركت ان اي عقوبات قاسية جديدة مصحوبة بمحاولات لزعزعة الامن الداخلي الايراني فستكون النتائج هذه المرة ليست كسابقاتها ،كما ادركت ان العرب والمسلمين التي تقاتل نيابة عنهم هم اكثر المتآمرين عليها