حمى الانتخابات د. علاء هادي الحطاب 

     

    طبيعي أن يزداد التنافس الانتخابي قبل الانتخابات، إذ تقوم كل جماعة سياسية بتصدير برامجها ووعودها الى الجمهور في سبيل اقناعه والحصول على اصواته، لكن غير الطبيعي ان يتحول هذا التنافس الى حمى تزداد حرارتها كلما اقتربنا من موعد اجراء الانتخابات، فعندما يدخل التنافس الانتخابي مرحلة الحمى يتحول الى صراع كبير، سيما وانه بلغ درجات حرارة مرتفعة تؤدي الى الهذيات في التصريحات والمشاريع والبرامج المطرحة.

    اعتاد التنافس الانتخابي في العراق على اشترار ذات الدعايات الانتخابية والوعود والبرامج، هذا إن كانت حقا هناك برامج، وفي كل دورة انتخابية نسمع ذات النغمة الطائفية، والبكاء على اطلال المذهب الذي سنفقده إن لم ننتخب هذا الحزب او ذاك، حتى بات المواطن البسيط يدرك جيدا اسباب تلك التصريحات ودوافعها، ويدرك تماما من يوجه بها ومن يتقمص دور الممثل فيها، لذا باتت لا تنطلي طوئفة المكون دعاية انتخابية جاذبة وضامنة للاصوات في صناديق الاحزاب والجماعات السياسية المتبنية لها.

    هذه المرة، ولان الانتخابات باتت حامية الوطيس، إذ اندلعت شرارة التنافس فيها قبل قرابة عشرة شهور من اجرائها، لذا صعدت التنظيمات السياسية سقف خطابها الاعلامي لمستويات كانت محرمة لديهم حتى سنوات قليلة، وبتنا نسمع طروحات وصلت في تطرفها الى تقسيم العراق على اسس طائفية، وتقزيمه من خلال تقسيمه لدويلات صغيرة يشتد الصراع بشأنها.

    نعم، ربما النخبة المثقفة الواعية ومعها جمهور كبير وواسع من المجتمع رافض لهكذا طروحات، ومدرك تماما محركاتها ودوافعها، في ان مطلقيها ومن يتبناها هو بالاساس لا يملك ما يقنع به جمهوره الانتخابي في سبيل اعادة انتخابه، فلا منجز له ابان وجوده السياسي خلال السنوات الماضية ولم يحقق شيئا مما وعد به، لذا كان لابد من ثيمة انتخابية جديدة يخاطب بها ذلك الجمهور، عامة الجمهور وليس خاصته، مستثمرا ما يحصل في سوريا من احداث وجرائم بحق مكونات مهمة من المجتمع السوري، وهكذا دعوات حتما تجد مريدين لها، فالناس ليسوا سواسية في فهم اللعبة السياسية ومستلزماتها.

    يبقى علينا كنخبة أن نوضح للجمهور حقيقة هذه الدعوات واهدافها ودوافعها ومن يقف وراءها، ويبقى الحكم للجمهور في التعاطي معها ومنح اصواتهم لمطلقيها، او رفضها والوقوف بوجهها بشدة، كما ينبغي على الاجهزة الامنية والرقابية المختصة الحد من تطرف الافكار التي مؤداها تقسيم العراق وتقزيمه.

    شاركـنـا !
    
    التعليقات مغلقة.
    أخبار الساعة