حسن حنظل النصار.

يمثلان تحديًا خطيرًا لأي مجتمع يسعى لتحقيق العدالة والتنمية. فالمسؤول الفاسد، الذي يسيء استخدام السلطة لتحقيق مصالح شخصية على حساب الصالح العام، يُضعف المؤسسات ويؤدي إلى تآكل ثقة المواطنين بالدولة. أما الإعلامي الفاسد، فهو يساهم في تضليل الرأي العام وتزييف الحقائق، مما يحجب الحقائق عن الناس ويمنعهم من اتخاذ مواقف واعية ومدروسة تجاه القضايا التي تؤثر في حياتهم.

المسؤول الفاسد.$

المسؤول الفاسد هو الشخص الذي يفضل مصالحه الشخصية أو مصالح جماعته على المصلحة العامة، سواء عبر الرشوة، المحسوبية، التلاعب بالقرارات، أو تسريب المعلومات. هذا النوع من الفساد لا يقتصر ضرره على الجوانب الاقتصادية فقط، بل يطال البنية الاجتماعية والقيم الأخلاقية في المجتمع، مما يساهم في انتشار الإحباط وفقدان الأمل في التغيير.

الإعلامي الفاسد؟

الإعلامي الفاسد، من جهته، يشكل جزءًا من منظومة الفساد الأكبر، حيث يسعى إلى تقديم محتوى يخدم أجندات معينة أو يساهم في تبييض صورة الفاسدين مقابل منافع مادية أو غيرها. بدلاً من أن يكون الإعلام وسيلة لنقل الحقيقة وكشف التجاوزات، يصبح أداة تضليل وتزييف، مما يساهم في إطالة عمر الفساد.

العلاقة بين الاثنين ؟

عندما يجتمع المسؤول الفاسد مع الإعلامي الفاسد، تكون النتيجة خطيرة جدًا. إذ يصبح الإعلام وسيلة لتغطية تجاوزات المسؤول، وتحويل الانتباه عن قضايا الفساد الكبرى. وفي الوقت نفسه، يدعم الإعلامي الفاسد خطابًا زائفًا يهدف إلى تلميع صورة الفاسدين وشيطنة الأصوات المعارضة أو المطالبة بالإصلاح.

تأثيرهما على المجتمع

• فقدان الثقة: يؤدي انتشار الفساد إلى تآكل ثقة المجتمع بمؤسساته وإعلامه.

• انتشار الظلم: تصبح العدالة غائبة، حيث يتم التستر على المخالفات ومعاقبة الشرفاء.

• إبطاء التنمية: تُستنزف الموارد في جيوب الفاسدين بدل أن تُستخدم لتحسين حياة الناس.

• تراجع الوعي: يسهم الإعلام الفاسد في تغييب الوعي الجماهيري، مما يجعل التغيير أكثر صعوبة.