وكالة اخبار وطن
وكالة عراقية مستقلة

بغداد 2025 .. دبلوماسية ما بعد الحدث !

  • 42 مشاهدة
  • مايو 21, 2025

 

حسين الذكر

 

لا نريد الاطناب والخروج عن نص التقييم ، ليس فقط من الناحية السياسية التي – بالتاكيد – ان النصوص المكتوبة او ما يسمى بالبيان الختامي ليست آخر تعابيرها او وجهها وبعدها السياسي .. تلك مسئلة معقدة وشائكة بقدر الملفات المحيطة بالواقع العربي والشرق اوسطي والدولي ..

اذ ثمة حقيقية توحد الخطاب السياسي العراقي بكافة مكوناته واحزابه خلف عنوانه العريض الذي كان يحمل روحا عراقيا موحدة مع تباين ردات الفعل الجزيئية الا ان المشهد العام شكل لوحة لم تكن تظهر بهذا التجلي لو لا الجهود الكبيرة المبذولة من قادة الكتل والنخب الوطنية وصناع الراي وليس آخر الطابور او بالاحرى في مقدمته الحكومة العراقية وعلى راسها دولة الرئيس محمد شياع السوداني الذي لم تهدا ماكنة التحرك الايجابي عنده منذ تكليف العراق بشرف استضافة القمة وحتى قبل شهر من انعقادها اذ شوهد وسمع عنه وجهازه التنفيذي المرافق القريب والمعني بذات الشان جهود مضنية للخروج بمشهد لا يقارن ولا يقاس ولا يقيم من زاوية واحدة او بعد ذات اتجاه متسق في ظل اقع سياسي عربي ودولي ومحلي متحرك بسرعة تتسق مع المشاهد والاحداث المقرؤة والمسموعة باعلى صوتها سيما شعبيا وعبر منصات التواصل .

من هنا ينبغي ان نقف عند ايجابيات الاقتدار الحكومي والشعبي والنخبوي والسياسي الذي رافق مدد ومراحل التنظيم لقمة العرب في بغداد 2025 بابعدها ومضامينها عصية التضامن الكلي .. الا ان الانصاف يحتم الاشادة بالجهود الكبيرة المبذولة من الجهات المعنية سيما على مستوى التنظيم والحماية والامن والادارة والاعلام والكرم العراقي والارادة والتصميم على اظهار قدرة العراقي في عز المحن .

لا ننسى الجهود العربية المبذولة بهذا الاتجاه وارى جميعها ايجابية بمعزل عن درجة ونوع التمثيل الذي لم اره مكتمل بتاريخ العرب الحديث ومنذ تاسيس جامعتهم العربية .. الا ان انعقادها في بغداد بهذا الوقت المضطرب والملفات الشائكة يحمل دلالة نافذية محورية ذراعية بغداد التي يمكن ان تكون جسرا توافقيا للاطراف المتنازعة والمختلفة والمتصارعة للوصول الى حلول تبعد شبح الانجرار المهول عن المنطقة وتداعياته مفتوحة النهايات .. وهذا بحد ذاته منجزا وطنيا عربيا اسلاميا ودوليا ..

العراق صانع للحدث والسلام ومبهر بالتنظيم برغم – لغلة الكلام هنا وهناك – لكن الانصات لتنظيم القمة وما طرح واتلي بها مع التباعد السياسي والتبني الاجنداتي بين بعض اطرافها – كحالة صحية وطبيعية – يدل على لغة حوار دبلوماسي جديد نجح الرئيس محمد شياع السوداني بوضع اسسه تحت يافطة ( دبلوماسية ما بعد الحدث ) .. ان جازت التسمية لرسم خرائط جديدة لعراق ومستقبل عربي وشرق اوسطي نامل ان يكون خيرا لامتنا وشعوبنا وللدول المتحضرة والمحبة للسلام .. !

أخبار مشابهة