أنّه على الرغم من عدم وجود علاقات دبلوماسيّة عادية بين الدولتين، إلا أنّ المصالح المشتركة بينهما، منع إيران من الوصول إلى القنبلة النوويّة ومنع الجمهورية الإسلاميّة من التحوّل لدولة عظمى في المنطقة، وأدّت في الآونة الأخيرة إلى تقارب كبير بين الرياض وتل أبيب، وعلى الرغم من أنّ السعودية تشترط التقدّم في المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين لتحسين علاقاتها مع الدولة العبريّة، والأمر يكمن ما بين وجود علاقات دبلوماسيّة كاملة وبين القطيعة التامّة بين الدولتين، الأمر الذي يمنحهما الفرصة للعمل سويةً بعيدًا عن الأنظار، طبقا للدراسة .
الدراسة ترى إنّ المبادرة السعودية، التي تحوّلت إلى مبادرة عربيّة، كان هدفها الأساسيّ تحسين صورة المملكة بعد أحداث سبتمبر 2001، ورفضت السعودية جميع المحاولات الأمريكيّة للتقرّب من إسرائيل، كما فعلت في حينه كلّ من قطر وسلطنة عمان، كما أعلنت المملكة في مناسبات عديدة عن أنّها لن تقوم بأيّ خطوة إيجابيّة نحو إسرائيل بعد المبادرة العربيّة، إلا إذا حدث الإختراق في المفاوضات بين تل أبيب ورام الله، ولكنّ الدراسة لفتت إلى أنّ الإطلاع على وثائق (ويكيليكس) تؤكّد لكلّ من في رأسه عينان على أنّه بين الرياض وتل أبيب جرى حوار سريّ ومتواصل في القضية الإيرانيّة.
بالإضافة إلى ذلك، قالت الدراسة، إنّ الوثائق أثبتت أنّ العديد من الشركات الإسرائيليّة تقوم بمساعدة الدول الخليجيّة في الإستشارة الأمنيّة، وفي تدريب القوات الخاصّة وتزويدها لمنظومات تكنولوجيّة متقدّمة، علاوة على لقاءات سريّة ومستمرة بين مسؤولين كبار من الطرفين. كما تبينّ، زادت الدراسة، أنّ إسرائيل قامت بتليين سياسة تصدير الأسلحة إلى دول الخليج، بالإضافة إلى تخفيف معارضتها لتزويد واشنطن بالسلاح لدول الخليج، وذلك في رسالة واضحة لهذه الدول أنّه بالإمكان التعاون عوضًا عن التهديد، كما أنّ إسرائيل تتمتّع بحريّة في بيع منتجاتها في دول الخليج، شريطة أنْ لا يُكتب عليها أنّها صُنّعت في الدولة العبريّة.
وأشارت الدراسة أيضًا أنّ السعودية والدول الخليجيّة تعرف مدى قوة إسرائيل في أمريكا ومدى تأثيرها على قرارات الكونغرس، وبالتالي فإنّ هذه الدول ترى أنّه من واجبها الحفاظ على علاقات معينّة مع تل أبيب، ولكن العلاقات الطبيعيّة لم تصل حتى الآن إلى موعدها، ذلك أنّه بدون إحداث اختراق في العملية السلميّة مع الفلسطينيين، لا يُمكن التقدّم أكثر في العلاقات. وأوضحت الدراسة أنّه لا يُمكن من اليوم التنبؤ فيما إذا حدث اختراق في العملية السلميّة، وهل هذا الأمر سيقود إلى ربيع سياسيّ بين إسرائيل والسعودية، وباقي دول الخليج، لافتةً إلى أنّ السعودية اشترطت تنفيذ طلبات الغرب بإجـراء الإصلاحات وتحسين العلاقة مع إسرائيل ولعب دور إيجـابيّ في المنطقـة بالتقـدّم على المسار الفلسطينيّ.
ونوهت الدراسة إلى أنّه بحسب الرواية السعودية ودول الخليج الأخرى، فإنّ العلاقات الدبلوماسيّة العلنية مع إسرائيل في الوقت الراهن ستكون نتائجها سلبية أكثر بكثير من إيجابياتها، ذلك أنّ دول الخليج تتمتّع الآن بالعلاقات السريّة مع إسرائيل، دون أنْ تضطر لدفع الفاتورة للرأي العام العربيّ، الذي يرفض التطبيع مع الدولة العبريّة، ذلك أنّ الرأي العام العربيّ يرفض الآن أيّ نوع من العلاقات مع إسرائيل، كما أنّ هذا الأمر ينسحب على إسرائيل، لأنّه من الأفضل لها أنْ تبقي العلاقات مع السعودية وباقي دول الخليج سريّة وغير رسميّة لأنّ هـذه الـدول الرجعيّة لا تحترم حقوق الإنسان ولا تتماشى سياستها الداخليّة مع القيم الديمقراطيّة لإسرائيل.
وأوضحت الدراسة أيضًا أنّه في الفترة الأخيرة توطدت العلاقات بين الرياض وتل أبيب على خلفية رفض الولايات المتحدّة توجيه ضربة عسكريّة لإيران وسوريا، ولكنّ الدراسة أوصت صنّاع القار في تل أبيب بعدم إقامة حلف مع السعودية ومصر ضدّ الرئيس أوباما، لأنّ من شأن ذلك أنْ يُلحق الأضرار بالعلاقات الإسرائيليّة ـ الأمريكيّة، التي تمرّ في فترة حساسة، وكشفت الدراسة أنّ السعودية تتمنّى أنْ تقوم الدولة العبريّة بمهاجمة إيران، وفي نفس الوقت تبتعد عن الغمز أو اللمز بأنّها ستُساعد تل أبيب في الهجوم، خشية أنْ تضطر هي لدفع تكاليف الضربة العسكريّة، كما أنّه بين إسرائيل والسعودية يوجد حاجز دينيّ واجتماعيّ لعدم التقارب أكثر، على حدّ تعبير الدراسة.
وخلصت الدراسة إلى القول إنّه على الرغم من أنّ السعودية ترى في النزاع الفلسطينيّ-الإسرائيليّ عاملاً مؤثرًا جدًا في فقدان الآمان والأمن في المنطقة، فإنّ إيران بالنسبة للسعودية كانت وما زالت المشكلة الرئيسيّة والمفصليّة للمملكة، كما أنّ قاعدة التعاون الإسرائيليّ-السعوديّ توسّعت بعد اتفاق الدول العظمى مع إيران، والذي لم يُقابل بموافقة في الرياض وتل أبيب، وأيضًا الإتفاق على تجريد سوريا من أسلحتها الكيميائيّة التي منحت النظام متنفسًا للمحاربة على البقاء.
بالإضافة إلى ذلك، قالت الدراسة إنّ هناك مصالح أخرى مشتركة بين الدولتين: وقف التغلغل الإيرانيّ في المنطقة، عدم منح الشرعيّة لنظام الأسد في سوريا، دعم الحكم الانتقاليّ في مصر، الذي أطاح بالرئيس محمد مرسي، والتعاون المشترك مع أمريكا، ولكن مع ذلك تساوق المصالح التكتيكيّة والإستراتيجيّة المذكورة بين السعودية وإسرائيل لا يُمكنه في الوقت الراهن الإعلان عن التوصّل لعلاقات دبلوماسيّة كاملة وعلنيّة، بل إلى تعزيز التفاهمات السريّة بينهما ومواصلة التنسيق السريّ بين الرياض وتل أبيب.
وشدّدّت الدراسة على أنّه لا يُمكن بأيّ حالٍ من الأحوال التقليل من أهمية العلاقات السعودية الإسرائيليّة، صوصًا في ظل عدم وجود اعتراف متبادل بينهما، ومواصلة التنسيق بينهما هي عامل يؤدّي إلى الاستقرار في المنطقة، ولكن مع ذلك، استبعدت الدراسة تحويل العلاقات بينهما إلى علنيّة، لأنّ من شأن ذلك أنْ يُلحق الأضرار الجسيمة بالمملكة، مشدّدّةً على أنّ التقدّم الفعليّ في المسار الفلسطينيّ يؤدّي حتمًا إلى التعاون بين الرياض وتل أبيب لتطوير العلاقات بينهما وتقديم مبادرات جديدة، وحتى المساعدة الفعليّة في إقامة الدولة الفلسطينيّة والتوصّل إلى حلٍّ شاملٍ وعادل مع جميع الدول العربيّة، على حدّ قول الدراسة.
تحت عنوان “النفط السعودي بأيدينا”.. صحيفة إسرائيلية تكشف كواليس العلاقة بين السعودية والكيان الصهيوني
كشفت صحيفة إسرائيلية عن تعاون بين السعودية والكيان الإسرائيلي من خلال عقد أبرمته إحدى الشركات السعودية النفطية الكبرى وشركة إسرائيلية، وهو ما أثار الكثير من علامات الاستفهام حول ماهية هذا التعاون وأهدافه.
وذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية أن شركات نفط سعودية تستعين بشركات إسرائيلية في إدارة شركاتها مما يدلل على أن النفط السعودي أصبح في يد الإسرائيليين.
وأكدت الصحيفة تحت عنوان “النفط السعودي بأيدينا”، أن أكبر شركة نفط سعودية وتدعي “يانر” ويملكها الشيخ عبد العزيز الفايد، والذي وصفته بأنه أحد رجالات التيار الديني “المعتدل” في السعودية، قد اشترت مؤخرا برنامج إدارة محوسب من شركة إسرائيلية.
وأشارت الصحيفة إلى أن الشركة السعودية التي كانت تبحث مؤخرا عن طريق لترشيد عملها ونشاطها التجاري قد أوفدت مندوبين عنها للمشاركة في المعرض الدولي في مالبورن في أستراليا.
وقررت الشركة السعودية في ختام سلسلة مشاورات شراء برنامج من شركة “دارونت” الإسرائيلية التي تقع مكاتبها الرئيسية في مدينة “رمات غان” قرب تل أبيب، ويعمل مركز الدعم التقني التابع لها من مستوطنة “إلعاد” المسكونة بمستوطنين حريديين.
وبحسب “يديعوت أحرونوت” فقد اشترت الشركة السعودية المذكورة من الشركة الإسرائيلية برنامجا يسمى TMB الذي يستعمل في إدارة الشركات الكبيرة، بمبلغ وصل إلى 700 ألف شيكل اي ما يعادل 200 ألف دولار وبعد إتمام الصفقة جرى تدريب عاملي الشركة السعودية على البرنامج في مدينة مالبورن في أستراليا من قبل طاقم إسرائيلي قوامه 18 شخصا.
ووصفت الصحيفة أجواء عملية التدريب بأنها كانت حميمة وجيدة. ووفقا لأقوال مدير شرطة الاحتلال الإسرائيلية، إيفي شبينترسكي، فإن الصفقات مع السعودية لن تقتصر على هذه الصفقة، إذ لم يخف السعوديون خلال المفاوضات انطباعهم الجيد عن “إسرائيل” بل إنهم أشاروا إلى أنهم سيسرون بالعمل مستقبلا مع تكنولوجيا إسرائيلية.
وقد رأت وسائل إعلام عربية أن الطابع السري للعلاقات الوطيدة بين النظام السعودي والكيان الصهيوني التي بدأت قبل عشرات السنين في الغرف المغلقة بدأ ينفضح تدريجيا ويخرج إلى العلن عبر تقارير استخباراتية تكشف سر المواقف المشبوهة للعائلة المالكة في السعودية الداعمة للكيان الصهيوني المارق على القانون الدولي الذي كشفت وسائل إعلامه عن تعاون بين إحدى أكبر شركات النفط السعودية وشركة إسرائيلية.
وأضافت الصحيفة: “هذا الواقع طرح بقوة التساؤلات حول ما يشاع عن علاقات سرية بين الرياض وتل أبيب، العلاقات السعودية الأميركية، والسعودية الإسرائيلية قديمة، طبعاً “آل سعود” ليسوا بذلك الغباء الذي يفضحون فيه أنفسهم، ويعلمون أن شرعيتهم تتأثر أو تضرب لو كشفوا هذا الأمر، ولذلك تكتموا عليه تكتماً تاماً، والعلاقة بين بندر بن سلطان والإسرائيليين علاقة وثيقة، ولكنها سرية، وإنما تصر الحكومة السعودية دائماً على أن العلاقة مع إسرائيل مهما بلغت من التعاون ينبغي أن تكون سرية ولأن ذلك لمصلحة إسرائيل نفسها، هم يقولون لمصلحتكم أنتم المفروض أن نتريث حتى ما حصل في لبنان أخيراً، التفاهم في حرب 2006 في صيف 2006 تقريباً اعترفت الحكومة السعودية أنه هناك اتخاذ موقف لصالح إسرائيل، وهناك كلام قوي جداً أن بندر بن سلطان أعطى ضمانات قوية لإسرائيل، ضمانات مادية أن أضربوا الجنوب ونحن نضمن لكم تكاليف الحرب وزيادة عليها، تعويضاً عما يصيبكم من ضرر، في العلاقة السعودية الأميركية والعلاقة السعودية الإسرائيلية موجودة لكنها تدار بطريقة ذكية”.
واضافت: “هناك شيء مشترك بين السعودية ودولة إسرائيل مما سيجعلكم تتفاجؤن، المؤسس، نفس القوات، والتي عملت لتأسيس إسرائيل، هي نفس القوات، والتي عملت لتأسيس السعودية، القوات التي تبقي إسرائيل على قيد الحياة وتحفظ أمن إسرائيل هي نفس القوات التي تبقي السعودية على قيد الحياة الآن، وعندما… تدمر دولة إسرائيل السعودية ستلقى هي الأخرى في القمامة!”.